جامع السلطان المؤيد

كان المؤيد شيخ المحمودي فى الأصل أحد مماليك الظاهر برقوق فأعتقه وقدمه وظل يترقى فى مناصب الدولة إلى أن ولي ملك مصر فى سنة 1412م وتوفى سنة 1421م بعد أن حكم ثمانى سنوات وخمسة أشهر. وكان موقع هذا الجامع قديما سجنا يسمى خزانة شمائل، سجن فيه المؤيد وقت أن كان أميراً وقاسى فيه آلاماً شديدة فنذر، إن آتاه الله ملك مصر، أن يبنى مسجدا فى مكان هذا السجن. وتم له ما أراد وأنشأ جامعه هذا وهو يشرف الآن بوجهته الرئيسة على شارع المعز لدين الله. شرع فى إنشائه سنة 1415م وأتمه سنة 1420م.

تتكون وجهة الجامع العمومية من صفف تنتهى بمقرنصات وتتوجها شرفات مورقة وبها صفان من الشبابيك وبأسفلها دكاكين. ويقوم فى طرفها البحرى مدخل شاهق تغطيه مقرنصات متعددة الحطات ويحيط بطاقيته زخارف محفورة فى الحجر، كما يحلى جانبيه ترابيع رخامية مكتوب فيها بالخط الكوفى المربع: لا إله إلا الله محمد رسول الله، مكرر. وقد جعلت عضادتا الباب وعتبته من الجرانيت وأحيط بإطار زخرفى. أما الباب المصفح بالنحاس المزخرف المركب على مدخل الجامع فهو باب مسجد السلطان حسن نقله المؤيد إلى جامعه. وهو من أجمل الأبواب المصفحة بالنحاس وأدقها صناعة. وإلى جوار هذا المدخل تقوم قبة مرتفعة يحلى سطحها خطوط بارزة محفورة فى الحجر على شكل دالات متداخلة فى بعضها. أما وجهات الجامع الثلاث الأخرى فقد جددت بأمر الخديوي إسماعيل بين سنى 1870 و1874م.