مسجد ومدرسة ألجاي اليوسفي

يقع هذا المسجد بشارع سوق السّلاح، قرب نهايته من جهة القلعة في القاهرة. أنشأه سنة 774 هـ/1373م الأمير سيف الدّين الجاي أتابك العساكر، كبير الأمراء، في أيّام الملك الأشرف شعبان، على نظام المدارس ذات التّخطيط المُتعامد.

يتكوّن المسجد من صحنٍ مكشوفٍ كبيرٍ تحيط به أربعة إيواناتٍ معقودة الفتحات، يدلّ ما بقى من النّقوش المذهّبة بسقفيّ الإيوانين، البحري والقبلي، على ما كان عليه سقفا الإيوانين الآخرين من غنى وجمال. وإيوان القبلة، على خلاف نظائره فى المساجد الأخرى، ترك محرابه وجدرانه بغير وزرةٍ رخاميةٍ. أما منبره، ولو أنّه فقد الجزء العلوي منه، إلاّ أنه يُعتبر من المنابر الخشبية الدّقيقة الصنع، اجتمعت فيه دقّة الحفر فى الخشب وجمال التّطعيم. كُتِبَ بأعلى بابه تاريخ عمله، سنة 774 هجرية. وتقع غرفة الضّريح فى الركن الغربي القبلي من المسجد وتغطيها قبّة حجرية مرتفعة. أمّا الوجهة الرئيسة للمسجد فجميلة، سواء من حيث تَناسُب أجزائها أو براعة تقاسيمها؛ فهي تشتمل على صفتين كبيرتين تنتهيان من أعلى بمقرنصاتٍ، وصفتين صغيرتين تنتهي كلّ منهما من أعلى بعقدٍ مثلّث على هيئة مروحةٍ وفتح بهذه الصفف ثلاثة صفوف من الشبابيك : الصّف الأوّل منها معتّب يعلوه عقد عاتق، والصّف الثانى شبابيك معقودة، والصّف الثّالث مكوّن من شبابيك قندليّة. وتقوم المنارة على يمين المدخل، وهي مكوّنة من ثلاث طبقات: الطّبقة الأولى مثمّنة، حُلّيت بفتحاتٍ وصفف معقودةٍ، وتنتهي بمقرنصاتٍ تكوّن الدورة الأولى للمنارة؛ والطبقة الثانية أسطوانيّة تنتهي بمقرنصاتٍ أيضًا، تكوّن الدّورة الثّانية؛ والطبقة الثالثة مكوّنة من ثمانية أعمدةٍ رخاميّةٍ تحمل الخوذة الجميلة. أما القبة الواقعة فى الطّرف القبلي من الوجهة، فهي من نوع القباب ذات التّضليع المَحنيّ.