قصر العظم

يقع قصر العظم في مركز مدينة دمشق القديمة جنوبي المسجد الأموي، في أوّل سوق البزورية. أنشأه أسعد باشا العظم عام 1750م.

موضع القصر كان قسمًا من صحنٍ "مَعبَد جوبيتر" القديم. ويشير بعض المؤرّخين إلى أن هذا المكان كان دارًا لمعاوية بن أبي سفيان، وقد استغرق بناءه ثلاث سنواتٍ.

يشتمل قصر العظم على مجموعتين معماريتين متميّزتين هما: قسم الإستقبال (السلاملك)، قسم النّساء (الحرملك)، ويلحق بهما المدخل والمطبخ والحمّام.

 يقع المدخل في الجهة الغربية. له باب كبير يتوسّطه باب صغير يفضي إلى ممرٍّ عريضٍ معقودٍ بمُصلّباتٍ حجريةٍ. ويؤدي هذا الممرّ إلى قسم الإستقبال الذي يشغل الجهة الجنوبية من القصر. له صحنٌ مستطيلٌ في وسطه بركة ماء وإيوان جنوبي واسع في طرفيه قاعتان. وفي شماله قاعة أخرى، فيها درج يؤدي إلى غرف الطبقة الثانية. والحرملك يشغل معظم أقسام القصر، يمتدّ صحنه من الشّرق إلى الغرب وفيه بركتان. تحيط بالصّحن القاعات والرواق ذات جدران مرخمة محفورة وملونة، كما تُزيِّنُ بعضها فسقيات رخامية جميلة. وتعلو تلك القاعات سقوف خشبية مدهونة ومحفورة ومزخرفة بأجمل أنواع الزخارف الهندسية والنباتيّة والكتابية. وتُعتبر تلك الزخارف من أجمل الصّناعات الدمشقية الفنية.

يشغل الحمام الزاوية الشرقية الجنوبية من الحرملك، وهو نموذجٌ مُصغّر عن حمّامات دمشق العامة، ويزيد عليها بزخارفه المتنوعة. ويقع المطبخ في زاويته الشمالية الغربية. بُنيت القاعات والغرف حول الباحة بمداميك من أحجارٍ ملونةٍ بيضاء وسوداء وحمراء، تتخلّلها شرائط من الزخارف الملونة المعروفة بالأبلق.

بقي هذا القصر مسكنًا خاصًا حتّى عام 1920م حيث تحوّل قسم منه إلى مركزٍ لدراسة الفنون، وبعد ذلك أصبح مقرًا لمعهد الدّراسات الشرقية. وفي عام 1952م أصبح متحفًا للتّقاليد الشعبية.



زخرفة