كنيسة السيدة العذراء

تقع هذه الكنيسة القاهرية المصرية في نهاية حارة زويلة من ناحية شارع الجيش بالجمالية. بنيت في أواخر القرن الحادي عشر ومطلع القرن الثاني عشر ميلادي.

تتكوّن العمارة الخارجية لهذه الكنيسة التي تضم كنيستين سفليتين وكنيسة علوية، من جزء صغير من الواجهة الجنوبية الغربية فيه مدخل رئيس ينخفض عن مستوى أرض الشارع بأربعة أمتار تقريبا، وينزل إليه بسلم هابط.

أما عمارتها الداخلية فهي بالنسبة للكنيسة الرئيسة عبارة عن بناء مستطيل بازيليكي الطراز يحتوي على ثلاثة أروقة أكثرها اتساعاً هو الرواق الأوسط. وهو ما يعرف في العمارة القبطية بالصحن والجناحين، بالإضافة إلى دهليز المدخل والهياكل والمذبح والحجاب الخشبي.

يتكوّن الصحن من مساحة مستطيلة يغطيها سقف خشبي على هيئة قبو نصف أسطواني في جانبيه نوافذ زجاجية للإنارة والتهوية. ويرتكز هذا السقف على عقود مدببة محمولة على ثلاثة صفوف من أعمدة رخامية أسطوانية ذات تيجان كورنثية. ويتوسط الجدار الشرقي لهذا الصحن حنية عبارة عن شرقية نصف دائرية عميقة ذات عقد مدبب، تزينها في طراز مملوكي، أشرطة رخامية ملونة باللونين الأحمر والأسود، وتغطيها قبة آجرية مغشاة بطبقة من الملاط ترتكز على أربع مناطق انتقال في الأركان يتكون كل منها من أربع حطات من المقرنصات. وكانت هذه الحنية تضم كرسي البطريركية الذي ظلت الكنيسة مقراً له حتى سنة 1660م. أما جدار مؤخر الصحن فتتوسطه دخلة ثانية تضم عمودين رخاميين ذواتي تاجين كورنثيين، تؤدي إلى مساحة مستطيلة بعمق الأروقة الثلاثة، عبارة عن مساحة مستطيلة بعمق الأروقة الثلاثة. ويغطي هذه المساحة سقف خشبي مستو تتوسطه فتحة للإنارة والتهوية تشبه الشخشيخة، بينما يقوم على يساره منبر رخامي. أسفله سلم صاعد له درابزين رخامي، وقد توج هذا المنبر بطائر جصي يشبه الصقر.

يتكون الجناح الجنوبي لهذه الكنيسة الرئيسة من مساحة مستطيلة أصغر من الصحن يغطيها سقف عبارة عن عروق خشبية في منتصف جدارها الجنوبي المبني بالآجر والمغطى بطبقة من الملاط، مدخل رئيس على جانبيه أيقونات بها صور بعض القديسين والشهداء. أما الجناح الشمالي فيماثل الجناح الجنوبي تماماً. وجعل المعمار في جداره الشمالي دخلتان، وثانيتهما في أقصى اليسار عبارة عن فتحة باب تفضي إلى كنيسة صغيرة ملحقة مكرسة على اسم أبي سيفين.

أما هياكل هذه الكنيسة فيفصلها عن الصحن والجناحين حجاب خشبي مملوكي الطراز يتكوّن من حشوات مجمعة مطعّمة بالعاج والأبنوس، تزينها وحدات هندسية من أطباق نجمية وأجزاء منها بداخلها أشكال صلبان. تعلو الحجاب ثلاث عشرة أيقونة. وتتوسط هذا الحجاب دخلة على يمينها كرسي للتراتيل، وعلى يسارها فتحة باب تؤدي إلى حنية كرسي البطريركية وإلى المذبح والهياكل التي تتكون من ثلاثة، أولها رئيس على اسم السيدة العذراء عبارة عن مربع يتوسط مذبح تعلوه مظلة خشبية تزينها أشكال ملائكة وقديسين تستند أرجلها على أعمدة رخامية ذات تيجان كورنثية، وتربط بين هذه الأرجل عوارض خشبية مثبتة في الجدران. أما الهيكلان الآخران فيتوصل إليهما من ثلاث فتحات مستطيلة.

كرست الكنيسة السفلية الثانية على اسم أبي سيفين، وتتكون من صحن أوسط وجناحين. وتضم هذه الكنيسة ثلاثة هياكل تتكون من هيكل رئيس أوسط نصف دائري به شرقية تغشيها بلاطات من القاشاني الملون تمثل مناظر طيور وأزهار يكتنفه هيكلان جانبيان. أما الكنيسة العلوية التي بناها المعلم إبراهيم الجوهري في القرن الثامن عشر، فليس فيها ما يسترعي النظر سوى زخارف الركوكو العثمانية في السقف.