مسجد الأشرف برسباى وضريحه

يقع هذا المسجد والمدفن وبقايا الخانقاه الملحقة بهما بقرافة المماليك على الطريق الموصل بين خانقاه برقوق ومسجد قايتباى في القاهرة. وكان غرض الأشرف برسباى من اختيار هذا المكان هو إنشاء تربة له يدفن فيها، ألحق بها مسجداً صغيراً وخانقاه. وإذا جال الإنسان ببصره فى تلك البقعة الصحراوية لراعه منظر القباب الجميلة المبعثرة فيها والتى يزيد فى روعتها اختلاف أشكالها وتباين أوضاعها وتنوع زخارفها وهى من أجل ذلك جديرة بأن تسمى مدينة القباب.

يُصعد إلى المسجد بسلم ذى قلبتين متقابلتين تؤديان إلى المدخل الذى تعلوه منارة بسيطة الشكل حلت محل المنارة الأصلية ، ويؤدى المدخل إلى دركات على يسار الداخل منها باب معقود يؤدي إلى المسجد الذى يتكون من رواقين بينهما مجاز ينتهى بباب ينفذ إلى المدفن. ويغطي المسجد سقف من الخشب محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية. وفي السقف آثار نقوش قديمة وبأزراره كتابة متضمنة اسم المنشئ. ويكسو جدران المسجد والمدفن وزرة من الرخام الملون المطعم بالصدف على أشكال هندسية جميلة بلغت حد الدقة والإتقان. كذلك الأرضية فإنها مفروشة بالرخام الملون ويجاور المحراب منبر خشبى دقيق الصنع. ويرجع تاريخه إلى حوالى سنة 855 هجرية / 1451م. ويعلو الوزرة الرخامية بالمسجد والمدفن شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون تعتبر من أدق ما احتوته مساجد القاهرة الأثرية. أما الواجهة فتشتمل على المدخل المكتوب على جانبيه اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء. وتتكون من صفف قليلة الغور مفتوح بها شبابيك سفلية وأخرى علوية وتنتهى بمقرنصات. وتقوم القبة فى الطرف البحري من الوجهة وهى مبنية من الحجر يحليها من الخارج زخارف هندسية جميلة محفورة فى الحجر. وتقع بقايا وجهة الخانقاه على امتداد واجهة المسجد قبلى المدخل ومثبت عليها طرز رخامية يقرأ من كتابة محفورة بها اسم المنشئ وذكر الأعيان التى أوقفت عليها وخصص ريعها لصيانتها ورعايتها.