قصر رقادة

تقع أطلال رقادة على بُعد تسعة كيلومتراتٍ جنوب القيروان،تونس. وهو بناء مستطيلٌ يحيط به سور خارجيّ تدعمه أبراج نصف دائريةٍ. أمّا بُرجا المدخل فربع داخلي. يتّجه مدخل القصر إلى الشرق، وهو باب عريض يقود إلى دهليزٍ يميل إلى اليسار ويؤدّي تحت سقيفة إلى السّطح. في جانب الدّهليز الأيمن غير النافذ ماجل للماء، وقد فرش الصحن بالآجر الأغلبي، به ماجل كبير لخزن الماء، تتخلّله كثير من السواقي التي كانت تجلب له ماء السطوح.

تفتح أبواب الغرف كلها إلى الصّحن وببعضها بقايا تبليط بالآجر. تمر أمام الغرف بقايا أعمدة، ممّا يدل على وجود رواق كان يُظلّل الجهات الثلاث المُعرّاة. أضيف إلى بناءاته الأصلية جدران أحدث منها، استعمل بعضها لسدّ بعض أبواب الغرف الأغلبية، والتصقت بعض الجدران المضافة بخارج الجدار الجنوبي مُستندة على الأبراج أحيانًا مُكوِّنَةً غرفةٌ تتّجه إلى الجنوب.

اعتُمِدَ في مواد بناء قصر رقادة على قوالب الطين النّيء واستحكمت أسسه بأنواعٍ من الأخشاب جُعِلَت للرّبط، تمرّ تحت الجدرانٍ في أربعة خطوطٍ متوازيةٍ. وجدت به كسرات من الفخار تحمل زخارف نباتية وفي بعضها الآخر بقايا من صورٍ حيوانيةٍ استعملت فيها الألوان الأخضر والأصفر والأسود. ووُجِدَت أيضًا بعض زخارف جصية كانت على الجدران داخل الغرف تُمثّل وريدات وزخارف نباتية وهندسية محفورة تعتمد على اللّونين الأحمر والأخضر. كذلك وُجِدَ بالماجل الزّليج ذو البريق المعدني وهو يُشبه الزليج المحيط بمحراب جامع القيروان، ممّا يؤيّد النظرية القائلة إنّ هذا الزليج صُنِعَ بإفريقيا وليس مجلوبًا من العراق على أنها كانت تقليدٌ للزّليج العراقي.

يبدو أنّ هذا هو قصر الصّحن لأن ابن عذارى يذكر أن المهدي الفاطمي، حينما أراد قتل أبي عبد الله الشيعي، أمر "عروبة بن يوسف الملوسي" و"جبر بن نماسب الميلي" أن يكمُنا خلف قصر الصحن، فإذا مرّ بهما أبو عبد الله الشيعي وأخوه أبو العباس طعنوهما بالرّماح حتى يموتا. وعندما بعث لهما المهدي يدعوهما للأكل كعادته، مرّا بالمكان الذي فيه الكمين فخرج عليهما القاتلان وطعنهما فماتا ومكثا صريعين على حافّة الحفير المعروف بالبحر إلى ما بعد الظهر. ويقع الحفير المذكور وراء القصر.



العراق