المدرسة الجمقية

تقع المدرسة الجمقية إلى الشمال من الجامع الأموي بدمشق، بجوار تربة صلاح الدين. أنشأ هذه المدرسة نائب الشام الأمير سيف الدين جمق عام 1419م، لتكون خانقاه وتربة له ولوالدته، مكان مدرسة قديمة أحرقت وقت استباحة تيمورلنك لدمشق. لكن بناءها لم يكتمل إلا سنة 1421م كما تنص على ذلك الكتابة التاريخية على باب المدرسة وواجهتها: "في شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة".

أوقف لها منشؤوها أوقافاً عديدة، وعين لها مدرسين. وبقيت المدرسة ركناً للتعليم في دمشق إلى وقت قريب، حتى أصابتها إحدى الطائرات المغيرة على دمشق فتهدم قسم كبير منها أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1941م. وقد تم ترميمها عام 1972م وجعلت مقرا لمتحف الخط العربي.

تعد المدرسة الجمقية من أجمل المدارس في زخرفتها وتصميمها. وهي تختص بميزات فن المماليك في العمارة، من حيث هندسة البناء وزخرفته. إذ إن تصميمها يتبع نظام التعامد ويشتمل على صحن في وسطه بركة ماء تحيط به أربعة أواوين قائمة على أعمدة ضخمة ذات تيجان منحوتة وفوقها أقواس تحمل قناطر صغيرة مزدوجة مفصولة بزخارف جميلة ليستند السقف عليها. وتقوم التربة في ركن الزاوية الشمالية الشرقية يعلوها قبة عالية محمولة على أربعة أقواس تغطي زوايا المقرنصات.

يعد المصلى أهم أقسام المدرسة. وكان يستخدم للصلاة والتدريس. يتوسط جداره القبلي محراب رخامي جميل تزبن جدرانه المرمرية المنقوشة والمحفورة والمطعمة، والكتابة الجميلة الملونة.

للمبنى جبهتان مبنيتان بالأحجار الملونة يزينها شريط كتابي. الجبهة الأولى شمالية، وفيها المدخل الرئيسي، وهو مرتفع تعلوه مقرنصات بديعة، ونصف قبة مضلعة؛ والثانية شرقية فيها نافذة يعلوها صف عريض من الكتابة تمتد على كل الجبهة، كما تزينها المقرنصات.