حسن فتحي

1899- 1989م

ولد حسن فتحي في
الإسكندرية بمصر. يعتبر من كبار المهندسين المعماريين في العالم العربي. كرّس عمله لحل المشاكل السكنية للطبقة الفقيرة في الدول النامية. عمل أستاذاَ للفن ورئيساً للقسم المعماري في جامعة القاهرة وأسس شركته الخاصة التي صممت وأشرف على بناء عدد من القرى في مصر والمملكة العربية السعودية بينها مدينة "كورنه" بمصر (1948) وقرية "مت النصارى" بمصر أيضاً (1954) ومشروع "بيت لعائلة من الطبقة الوسطى" في جدة بالسعودية (1974).

وضع حسن فتحي نصب عينيه منذ تخرجه تحسين أوضاع القرية المصرية ووقف الهجرة شبه الجماعية إلى المدن الكبرى، ورأى أن أقصر الطرق وأفضلها هو العودة إلى الجذور التقليدية للبناء القروي المصري والاعتماد على الكفاءات والمهارات المحلية في تنفيذ تصاميمه المستمدة من هذه الجذور.

لم يكن هذا الطموح سهل التنفيذ. إذ جاءته العراقيل من كل صوب. فالمعماريون استخفوا بما كان يطمح إليه، متهمين إياه بالعودة إلى الوراء داعين إلى انتشارمجمعات مرتفعة لإسكان أكبر عدد بدل من التركيز على المجمعات والقرى ذات المنزل المستقل من طبقة واحدة وذات قباب تقليدية. ووجد المتعهدون في دعوته إلى أبنية رخيصة الكلفة والتي تعتمد على الأيدي العاملة المحلية خسارة مادية لهم. واستخف به المسؤولون في أجهزة الدولة المختصة ونعتوه بالرجعي.

لم تثنِ هذه الاعتراضات حسن فتحي، وظل معانداً في إيمانه بأن الريف المصري يمكن أن يرى نهضة معمارية لا تفقده خصوصياته. وضع حسن فتحي أفكاره ورؤياه موضع التنفيذ عندما صمم وبنى قرية "كورنه الجديدة" في
مصر، وهي قرية على مقربة من طيبة والأقصر على الجهة الشرقية من نهر النيل. واستمد في تصاميمه الأشكال المألوفة في القرية المصرية والتي تلبي حاجات سكانها وترتبط بنزوعهم العاطفي تجاهها. واستخدم في إنشائها المواد المتوفرة محليا من طين وطابوق مصنّع في موقع البناء وبالطريقة نفسها التي كان يصنع فيها الطابوق منذ أقدم الأزمنة. واعتمد في الهيكل العام للأبنية ما كان شائعاً قديماً من حيث الجدران السميكة المرصوصة بغية امتصاص الحرارة نهاراً وتشبعها بها ليلاً. ولم يهمل توفير الباحات المطلوبة للاستخدامات المتعددة وكذلك المساحات الفارغة الضرورية بين البيوت والبنايات العامة.

استفاد حسن فتحي من أساليب التصميم القديمة برؤية حديثة تعتمد المهارات التنظيمية المعاصرة. وتمكن بذلك في أن يربط بين معرفته المعمارية والواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الريفي المصري. وقد أصاب بذلك أكثر من هدف حين أخرج مجمعاً مدنياً ومعمارياً على جانب كبير من الجمال وأنعش الصناعات الشعبية القديمة التي تستلزمها حياة القرية وتزيين البيوت، بل وإنشائها.

شجع هذا النجاح حسن فتحي على تصميم وتنفيذ مدينة مصرية أخرى هي "مت النصارى". وبعدها دعته المملكة العربية السعودية لتصميم مشروع مماثل هو مشروع "بيت العائلة من الطبقة الوسطى". وكان قد سبق له أن وضع في السعودية كذلك التصميم الأساسي لدور سكن "الدارية".

توفي حسن فتحي في
القاهرة عن عمر يناهز التسعين عاماً.