بيار الخوري

1930-2005 م

ولد المهندس المعماري بيار الخوري في قرية عرمون الصغيرة التي لا تبعد سوى اميال قليلة من مدينة
بيروت وتطل عليها من فوق رابية خضراء .

برز الشيخ بيار ، وهو لقب موروث تناقلته عائلته منذ القرن التاسع عشر ، كأحد عمالقة الهندسة المعمارية الحديثة في
لبنان ، وصمم خلال ممارسته لهذا الفن اكثر من مئتي عمارة شهدت كلها على نبوغه وتفوقه.

تعلم بيار الخوري الهندسة في كلية الفنون الجميلة بباريس وتخرج منها سنة 1957. وكان والده ، الذي مارس الهندسة المعمارية من قبله، قد دفعه الى الانخراط في هذا الحقل.

انضم الخوري في باريس و
بيروت الى حلقات المهندسين المعماريين وابرزهم انذاك الفرنسي اندريه لا كونت الذي عمل لفترة في بيروت وكان له اثره البارز في توجيه الشيخ بيار نحو العمارة الحديثة المطعّمة بالتراث المعماري الشرقي العريق والتي تتلاءم مع المناخ والبيئة المتوسطية ، فاتحاً الابنية الشاهقة التي صممها على زرقة السماء وخضرة الطبيعة لا عازلاً لها داخل جدران سميكة تفصل بين الجمال الخارجي والقوقعة الداخلية. من هنا نشاهد اكثر المباني التي صممها ، وبنوع خاص في سنواته الاخيرة ، عمارات من زجاج تجذب الضوء والنور بغزارة الى قاعات العمل. فهو بذلك كان يجمع بين جمال البناء والغرض من اقامته.

تنوعت " ابنية " الخوري بين اديرة ومراكز عبادة ومكاتب وبيوت. وكان اول عمل بارز ، بعد تأهيل منزله في اليرزة قرب بيروت سنة 1959 ، وضع تصاميم دير راهبات في اليرزة ونال بفضل هذه التصاميم جائزته الاولى. ثم انتقل الى جزين المطلة على الساحل الجنوبي ، ليبني ديرا اخر. وفي حريصا صمم بمشاركة المهندس نوال ابو حمد كنيسة سيدة حريصا المطلة على جون جونية.

لم يقتصر عمل الشيخ الخوري على بناء الكنائس والاديرة ، بل توسعت حلقته لتشمل سجن رومية ومطار بيروت الدولي ومبنى الاسكوا في بيروت والمركز الرئيس لبنك لبنان والمهجر في منطقة فردان ببيروت. كما انه عمل لفترة في الخليج العربي.

وفي مجال ترميم القديم ، رمم الخوري بيت عائلته في عرمون والذي يعود بناءه الى القرن الثامن عشر ، كما رمم قصر الامير امين في
بيت الدين بلبنان.

مات الشيخ بيار الخوري وهو بعد في عز العطاء. غير ان السرطان لم يمهله حتى يكمل مشواره في حقل العمارة والذي امتد زهاء 45 سنة.