سـور عكـا

يقع سور عكا في فلسطين ويُعدّ بأنّه من أهمّ وأضخم الأسوار في العالم، وذو شهرةٍ تاريخيّةٍ، إذ استطاع أن يمنع ويصدّ غزوات الكثيرين، ولعلّ أبرزها حملة نابّليون بونابرت. والسّور يلتفّ حول مدينة عكّا بطول 2850 مترًا. كذلك فإنّ عرضه متّسع بالقدر الذي يستطيع أن يمارس الأطفال لعبة كرة القدم على سطحه، خاصّة من الجهة الجنوبية الشّرقية، حيث يتمّ الصّعود إلى سطحه من خلال ممرّين عريضين مبلّطين، يعلوهما عند ظهر السُّور برجان صغيران يطلاّن على المدينة. 

في خارج السّور يوجد خندق عريض وعميق جدًا. وبعد الخندق يوجد سور آخر خارجيّ. يمتدّ هذان السوران المتوازيان من شرق المدينة إلى غربها والخندق بينهما. وكانت مياه البحر تفتح عليه ليمتلئ ويمنع الغزاة من اجتيازه.

استطاع سور عكّا أن يشكّل عمارة قوية ومنيعة، ميّزت عكا حتى أصبحت أمثولةً في ذلك. وتشير المصادر التّاريخية إلى أنّ بناء السّور يعود إلى العهد اليوناني أثناء حكم الإسكندر المقدوني، في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد. وجرت عليه ترميمات وتصليحات تاريخيّة عدّة وفق المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة.

تُعتبر الإضافات والعنايات الإسلامية التي تمّت في هذا السّور من أرقى ما تمّ، سواء في عهد ظاهر العمر الزيداني أو في عهد أحمد باشا الجزّار، أو في المراحل الإسلامية التي سبقت ذلك. وسور عكا عبارة عن عدّة أسوار بُنيت في عهودٍ متتاليةٍ لتشكّل سورًا حديديًّا لحماية المدينة. كما يشمل السّور أبراجًا عديدةً، منها برج السلطان وبرج الحديد وبرج سنجق وبرج المدورة أو برج كريم.

أمّا قلعة عكا فهي تقع في منتصف الجزء الشمالي من السور، مقابل الجهة الشمالية لجامع الجزّار، وتتألّف من برج الخزنة والثكنة العثمانية والجَبَخانة. وكانت هذه القلعة تسيطر على السّهل الشمالي سيطرةً تامّةً.



الاسكندر المقدوني
أحمد باشا الجزار