قلعة بصرى

تعود الحالة السليمة التي عليها المسرح الروماني المعروف بإسم "قلعة بصرى الشام" إلى استخدامه كقلعةٍ وكمقر إقامة للحكام والولاة السّوريين. فقد تمّ تزويد المبنى من الخارج بنظامٍ معماريٍ دفاعيٍ يتكوّن من أحد عشر برجًا حصينًا استُخدِمَت في إنشائها مواد جُلِبَت من مباني المنطقة القديمة. كذلك فإن المسرح من الداخل قد غُطّيَ جميعه تقريبًا بمبانٍ ذات ثلاث طبقاتٍ أنشِئَت في تجويفه. وبالرّغم من أن هذه المنشآت قد أزيلت منذ العام 1956م خلال برنامجٍ طويلٍ للترميم لإعادة المسرح إلى حالته الأصلية، إلاّ أن القلعة تبقى واحدة من أفضل أمثلة العمارة العسكرية في العصور الإسلامية.

تمّ بين عامي 1076 و1085م تدعيم البرجين المزوّدين بسلالم والواقعَين على جانبيّ المنصة لحماية القلعة من المُهاجمين. أمّا البرج الغربي الذي يُعَدّ أفضل الأبراج تماسكًا فقد أضيف عليه طبقةٌ تتكوّن من غرفةٍ واحدةٍ.

 

في هذه الحقبة نفسها تمّ أيضًا إغلاق جميع منافذ المسرح المؤدية إلى الخارج. وبعد حقبةٍ فاصلةٍ مدّتها ستون عامًا، أمر حاكم دمشق بتقوية التحصينات الأولى عن طريق بناء برجٍ آخرٍ في الزاوية الجنوبية الغربية.

وفي بداية الحكم الأيوبي في دمشق، بدأت المرحلة الثانية من بناء هذه القلعة، حيث تمّ على مدى عقدين من الزمان بناء سلسلةٍ من الأبراج مستطيلة الشكل عددها ثمانية تلتفّ حول المسرح. وفي المَساحات التي تقع بين هذه الأبراج، أُنشِئَت غرف وممرات داخلية وتجهيزات دفاعية أخرى قام ببناء معظمها حاكم دمشق الأيوبي الملك العادل أبو بكر (1196-1218م).

تُعتَبر أيام حكم الصالح إسماعيل الذي حكم بصرى حتى عام 1246م العصرَ الذهبي لهذه المدينة. فقد أقام معظم هذه الحقبة في القلعة.

ونظرًا لأنّ قلعة بصرى كانت مقرًا لهذا الأمير الأيوبيّ، فقد تواصلت النشاطات المعمارية فيها، حيث بُدِأَ العمل في إنشاء الجامع عام 1223-1224م فوق منصة المسرح. وتلاَ ذلك إنشاء خزّان مياه مُقبّى في تجويف المسرح كانت تصل مياهه بواسطة أنابيب تمتدُّ من بركة الحاج الواقعة بالقرب من المسرح، والتي أعيد استخدامها في هذه الحقبة عينها. وكان يتمّ توصيل المياه اللازمة من هذا الخزان إلى الحمّام الفاخر الواقع في الجانب الشرقي من المسرح.

تقع هذه القلعة في جنوب مدينة دمشق بسورية على الطّريق نحو الأردن.