خان فخر الدين

كان في مدينة صيدا اللبنانية ستة خاناتٍ منها خان الرّز- والقشلة القديمة، خان المطرانية، خان الشاكرية، الخان الفرنساوي. ويطلق العرب تسمية "خان" بمعنى وكالة، وهو مُعدّ في الأصل لنزول التجار والمسافرين. وأكبر هذه الوكالات أو الخانات الخان الذي بناه الأمير فخر الدين الثاني، في أوائل القرن السابع عشر، في حدود عام 1620م، أي بعد عودته من منفاه في إيطاليا، عام 1818م.

خان فخر الدين عبارة عن بناءٍ ضخمٍ مُربّع الأضلاع والزوايا، طول الجانب منه مئة وخمسون قدمًا. الدخول إلى الخان من بابٍ ضخمٍ عالٍ معقود بأحجارٍ ضخمةٍ من جهة الميناء، وهو فنّ معماري إسلامي، وآخر جنوبي يشرف على ساحة باب السراي حيث تقوم قصور آل معن. وكان يوجد في وسط الخان حوض أنيق من الرخام جرَّ إليه الماء، وتُظلّل الحوض أشجار باسقة وشجرات موز كبيرة. وعلى جوانب الساحة الكبيرة تنتشر أروقة مسقوفة ومعقودة تطلّ عليها غرف عديدة. شُيّد هذا البناء على الطراز الشرقي التاوسكاني ويدلّ على النهضة العمرانية التي عرفتها صيدا في عهد فخر الدين.

يتألّف الخان من ثلاثة أقسامٍ:

- الخان الكبير وهو بناء أرضيّ مُستطيل مع ممرٍ داخل القناطر، حيث تقوم معارض التجار والإسطبلات والحمامات. وفي الطابق العلوي غرف نوم التّجار والملاحين.

- البيت القنصلي ويمكن الدخول إليه بواسطة درج حجري من ناحية سوق البازركان، يؤدي مباشرةً إلى الطابق الأول ومنه بواسطة ممرٍ مُقبّبٍ إلى الطابق الأرضي. ويتألف البيت القنصلي من غرفٍ متنوعةٍ . وقد كان مُخصّصًا لمُمثّل الملك الفرنسي.

والى جانب البيت القنصلي بُنِيَت كنيسة تُعرَف بإسم "تراسنتا" أي الأرض المقدّسة، وهي مُهملة الآن.

- الخان الصغير وهو يقع إلى الجنوب الغربي من الخان الكبير ويتّصل مباشرةً بالبيت القنصلي.