مكتبة الإسكندرية

بنيت مكتبة الإسكندرية في عز التوسع الحضاري الإغريقي القديم، فكانت شاهداً عما بلغت تلك الحضارة من تقدم وتطور. أصابها الإهمال والضياع بعد زوال تلك الحضارة وظلت غائبة عن الوجود حتى سنة 1974. وكل ما تبقى منها ذاكرة في ضمير المفكرين ورجال العلم وكتب التاريخ.

سنة 1974 بدأت جامعة الإسكندرية حملة عالمية لإعادة بناء المكتبة، واختارت المكان الحالي لقربه من المكان التاريخي الأصلي. ثم تبنت الحكومة المصرية حملة الجامعة وأجرت اتصالات دولية لمساعدتها في بناء المكتبة، فوجدت تجاوباً كبيراً من اتحاد المعماريين الدوليين ووقع الاختيار سنة 1989 على شركة نروجية لإعداد الدراسات ووضع التصاميم.

قامت الشركة بدراسات أولية على المكان المقترح لإقامة المكتبة استمرت بضع سنوات وانتهت عام 1995 بوضع اللمسات الأخيرة على التصاميم وبدء التنفيذ.

صممت المكتبة على شكل قرص اسطواني مائل يغوص أربع طبقات تحت الأرض وسبع طبقات فوقها. وبلغ عمق القسم السفلي 18 متراً تحت الأرض في موقع قريب جداً من البحر. ومن أجل تفادي الأضرار التي تلحقها الأمواج البحرية صمم هذا الجزء بشكل دائري وتم بناء حاجز دائري، هو الأكبر في العالم، بلغ قطره 160 متراً وعلوه 35 متراً. وجاءت الأساسات وحيدة في تصميمها فصبت دعائم عالية الجهد والمقاومة فوق أطواف قوية وثقيلة في القسم الجنوبي ودعائم ضغط في القسم الشمالي وظيفتها امتصاص الثقل.

تتغذى المكتبة بالنور الطبيعي بواسطة ألواح مزججة مصقولة تغطي السطح. وهذه الألواح صممت بشكل دقيق لتستقبل بغزارة فائقة الضوء الطبيعي ونور الشمس.

أنشئت ساحة عامة فوق الأساسات التي تربط مبنى المكتبة الرئيس في البناء المكشوف على النظام الشمسي وحيث تقوم قاعة الاجتماعات والمحاضرات. كما أنشئ جسر للمشاة على امتداد الساحة يربط جامعة الاسكندرية بالطريق البحري.

تتسع قاعة المطالعة الرئيسة لحوالى 2000 شخص. وتضم المكتبة أيضاَ ست مكتبات متخصصة وثلاثة متاحف وسبعة مراكز أبحاث وثلاث قاعات عرض ومكاتب وكافيتيريا.

قاعة المطالعة الرئيسة قاعة مفتوحة ضخمة تحيط بها ثماني شرفات مغلقة، كل واحدة منها متخصصة في فرع من فروع المعرفة ومجهزة بأحدث التكنولوجيا.

تفتح المكتبة أبوابها يومياً للدارسين والباحثين والطلاب. كما تقام فيها مؤتمرات محلية وعالمية مما أعاد للاسكندرية رونقها الثقافي القديم ودفع السلطات المحلية إلى إدخال تحسينات عمرانية وبيئية بينها إقامة جسور جديدة وبناء طبقات وتحسين مستوى الخدمات السياحية.

تم بناء المكتبة سنة 2002 وافتتحت في السنة نفسها. وقد استغرق بناؤها حوالى 7 سنوات أشرفت عليه الشركة النروجية سنوهتا التي وضعت التصاميم بالاشتراك مع معماريين ومهندسين وحليين.