الجامع الأعظم الفاطمي

بنى بنو عبيد سنة 300هـ هذا الجامع في مدينة طرابلس في ليبيا. وهو جامع مُتّسع على أعمدةٍ مرتفعةٍ وسقفه حديث التّجديد، وبه منار متّسع مرتفع قائم من الأرض على أعمدةٍ مستديرةٍ حتى نصفها ثم مسدّسة الشّكل.

استمرّ هذا الجامع كأعظم جامع في المدينة ولعلّه كان الجامع الوحيد. ولم تتعدّد الجوامع الجامعة إلاّ في فتراتٍ لاحقةٍ عندما كبرت المُدُن وضاق الجامع بالمُصلّين.

من العناصر المعمارية في هذا الجامع الأعظم ما يُعتَبر من أوّل عناصر المساجد، حيث يتّضح أن في هذا الجامع قبة، والقباب من العناصر المعمارية الإسلامية المغربية التي أُدخِلَت إلى المساجد في أوائل القرن الثّالث هجري. فقبّة القيروان ترجع إلى سنة 221هـ/836م. أمّا المنارة فكانت منفصلةً عن الجامع الأعظم وذات شكلٍ دائريٍ أسطوانيٍ في الأسفل، ومضلع سداسي في الأعلى، وهذا يختلف عن شكل الصّوامع (المآذن) المغربيّة التي تأخذ الشّكل المُربّع ابتداءً من الأرض حتّى الأعلى.

ويتحدّث المؤرّخون عن مصير الجامع الأعظم الفاطمي بأنّه أُزيل وأُحرِقَ على يد الإحتلال الإسباني، ويختلفون في تحديد الموقع الأصلي لهذا الجامع، إذ يميلون إلى أنّ مكانه كان في الموقع الذّي يقوم فيه جامع مدرغوت أو قريبًا منه.