جامع أحمد بن طولون

شيّد أحمد بن طولون، الذّي استقلّ بمصر عن الخلافة العبّاسية، جامع ابن طولون في القاهرة عام 878م. وهو يتكوّن من صحنٍ مُربّعٍ مكشوفٍ، وتحيط به أروقةٌ من جوانبه الأربعة. تقع القبلة في أكبر هذه الأروقة. وهناك ثلاثة أروقةٍ خارجية بين جدران الجامع وسوره الخارجي تُسمّى الزّيادات؛ والرّاجح أنّها بُنيت عندما ضاق الجامع بالمُصليّين. ومثل هذه الزّيادات موجودةٌ في جامع سامراء وأبي دلف في العراق. وشُيِّدَ جامع ابن طولون بآجر أحمر داكن، وأقواس الأروقة محمولةٌ على أكتافٍ أو دعاماتٍ ضخمةٍ من الآجر تكسوها طبقةٌ سميكةٌ من الجص؛ ولهذه الدّعائم أعمدةٌ من الآجر مندمجة في زواياها الأربع، ولكنّها للزينة فحسب لأن الثقل واقع على الدّعائم بنفسها.


منارة جامع ابن طولون من الحجر الرّملي، تتكوّن من قاعدةٍ مربعةٍ تقوم عليها طبقةٌ أسطوانيةٌ وعليها طبقةٌ مثمّنةٌ. والسّلالم من الخارج على شكل مدرجٍ حلزونيٍّ، وأبنية الجامع مغُطاة بطبقةٍ سميكةٍ من الجصّ، وعلى أجزاءٍ كبيرةٍ منها زخارفٌ هندسيةٌ ونباتيةٌ جميلةٌ مأخوذةٌ من الزخارف العراقية في سامراء.

في وسط صحن الجامع فُسقية للوضوء تعلوها قبة جديدة أقلّ فنًا من القبة الأصلية التي كانت مقامةً على عشرة أعمدةٍ مرمريّةٍ. وهناك زخارف جصّية حول الشّبابيك غايةً في الجمال. ولقد بالغ ابن طولون في زخرفة الجامع الداخلية وجاء الجامع موضحًا لأثر فنون سامراء عليه.