جامع الزيتونة

تونس الخضراء هي إحدى أقاليم الشمال الإفريقي والمغرب العربي. اشتهرت بكونها خضراء وذات شهرةٍ بأشجار الزّيتون، بحيث يمكن تصديق مَن يقول "إن جامع الزيتونة أخذ اسمه لهذا السبب"، بينما هناك مَن يقول "إنّ اسمه كان بسبب بنائه بالقرب من شجرة زيتونٍ عريقةٍ.

جامع الزيتونة أحد أهمّ وأعرق المساجد في هذه المنطقة وهو يأخذ مكانه اللاّئق حيث يُعَتَبر نموذج العمارة الإسلامية في تونس. ويُمكن اعتباره واسطة العقد للأسواق والأحياء في المدينة. اختطّ المسجد القائد المُسلم حسّان ابن النعمان سنة 80هـ. وأعاد عُبيد الله بن الحبحاب بناءه سنة 730م. وقد أخذ هذا المسجد شهرةً في العالم الإسلامي، إذ ينتمي إلى مجموعة أوائل المساجد الإسلامية، وبقي كذلك حتّى عهد الأغالبة عندما أعادوا بناءه سنة 250هـ، واعتُبِرَ نموذجًا لفنّ العمارة الأغلبي. ورغم التّعديلات التي حصلت على عمارة المسجد، فقد بقي يحتفظ بخصائصه ومميّزاته التي تشبه مسجد القيروان إلى حدٍ كبيرٍ.

للمسجد صحن فسيح تقود إليه مداخل عدّة. وبيت الصلاة مُعمّد يقوم على عمدٍ عديدةٍ. وفي عام 864م، بُنِيَت له قبةٌ شبيهةٌ بقبّة الصّخرة، وتتميّز بقسمٍ أعلى، مُضلع على قاعدةٍ أسطوانيةٍ تتخلّلها نوافذ عديدة. وتنتشر في المسجد عقود حدوّية كما هو في سائر بلاد المغرب العربي وشمال إفريقيا.