خبر غريض اليهودي

نسبه وأصل قومه

وغريض هذا من اليهود من ولد الكاهن بن هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم، وكان موسى عليه الصلاة والسلام وجه جيشاً إلى العماليق وكانوا قد طغوا ولغت غاراتهم إلى الشام وأمرهم إن ظفروا بهم أن يقتلوهم أجمعين، فظفروا بهم فقتلوهم أجمعين سوى ابن لملكهم كان غلاماً جميلاً فرحموه واستبقوه، وقدموا الشأم بعد وفاة موسى عليه السلام فأخبروا بني اسرائيل بما فعلوه؛ فقالوا: أنتم عصاة لاتدخلون الشأم علينا أبداً، فأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: مالنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به وقتلنا أهله؛ فرجعوا إلى يثرب فأقاموا بها وذلك قبل ورود الأوس والخزرج لإياها عند وقوع سيل العرم باليمن، فمن هؤلاء اليهود قريظة والنضير وبنو قنيقاع وغيرهم ولم أجد لهم نسبا فأذمكره لأنهم ليسوا من العرب فتدون العرب أنسابهم إنما حلفاؤهم، وقد شرحت أخبارهم ومايغنى به من أشعارهم في موضع آخر من هذا الكتاب.


والغناء في اللحن المختار لابن صاحب الوضوء واسمه محمد وكنيته أبو عبد الله، وكان أبوه على الميضأة بالمدينة فعرف بذلك، وهو يسير الصناعة ليس ممن خدم الخلفاء ولاشهر عندهم شهرة غيره. وهذا الغناء ماخوري بالبنصر وفيه ليونس ثاني ثقيل بالبنصر

نسب له شعر هو لورقة بن نوفل

أخبرني محمد بن العباس اليزيد قال حدثنا الرياشي وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعيعن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال:

ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه

 

لغـريض الــيهـــودي

تمثلت عائشة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر نزل بمعناه الوحي: وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال حدثنا سهل بن المغيرة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتمثل بهذين البيتين:

ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه

 

يوماً فتدركه العواقب قد نمـا

يجزيك أو يثني عليك وإن مـن

 

أثنى عليك بما فعلت فقد جزى

فقال صلى الله عليه وسلم " ردي على قول اليهودي قاتله الله? لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه" قال أبو زيد: وقد حدثني أبو عثمان محمد بن يحيى أن هذا الشعر لورقة بن نوفل، وقد ذكر الزبير بن بكارأيضاً أن هذا الشرعر لورقة بن نوفل وذكر هذين البيتين في قصيدة أولها:

رحلت قتيلة عيرها قبل الصـحـى

 

وأخال أن شحطت بجارتك النـوى

أو كلما رحـلـت قـتـيلة غـدوة"

 

وغدت مفارقة لأرضهـم بـكـى

ولقد ركبن على السفين ملـجـجـاً

 

أذر الصديق وأنتحي دار الـعـدا

ولقد دخلت البيت يخشـى أهـلـه

 

بعد الهدوء وبعدما سقـط الـنـدى

فوجـدت فـيه حـرة قـد زينـت

 

بالحلي تحسبه بها جمر الغـضـا

فنعمت بالاً إذ أتـيت فـراشـهـا

 

وسقطت منها حين جئت على هوى

فلتلك لذات الشبـاب قـضـيتـهـا

 

عني فسائل بعضهم ماذا قـضـى

فرج الرباب فليس يؤدي فـرجـه

 

لاحاجة قضـى ولامـاء بـغـى

فارفع ضعيفك لايحر بك ضعـفـه

 

يوماً فتدركه العواقب قـد نـمـا

يجزيك أو يثني عـلـيك وإن مـن

 

أثنى عليك بما فعلت فقـد جـزى