مع رجال الاعمال: عبد العزيز الصقر يقول:

إنشاء سوق عربية مشتركة يعود بالنفع على كل الاقطار العربية

نشر اللقاء في تموز / يوليو 1961 ، العدد التاسع ، الرائد العربي

 

عبد العزيز الصقر واحد من رجال الاعمال البارزين في الكويت ، أسهم ، وما زال يسهم ، في كثير من المشاريع العمرانية والتجارية والمالية التي تزخر بها البلاد . وقد قام مندوب " الرائد العربي " في الكويت ، السيد بكري بيدس ، بمقابلة السيد الصقر ووجه اليه عدداً من الاسئلة أجاب عليها بما يلي :

 

ما هي مجالات بنك الكويت الوطني ونشاطاته واعماله في القطاعات التجارية والصناعية والعقارية في البلاد ؟

تقتصر أعمال بنك الكويت الوطني على القطاع التجاري فقط . أما بالنسبة للقطاعين الصناعي والعقاري ، فقد أوجدت الحكومة الكويتية بنك الائتمان ليفي بهذا الغرض ، إذ أنه سيقوم بتمويل أصحاب المصالح الصناعية والعقارية .

 

علمنا أنكم افتتحتم فرعاً للبنك في شارع فهد السالم ، فهل في نيتكم انشاء فروع أخرى في مدينة الكويت والقرى ؟ . وهل هناك إتجاه نحو توسيع اعمال المصرف وانشاء فروع له في البلاد العربية والدول الاجنبية ؟ 

لبنك الكويت الوطني ، بالاضافة الى فرعه الحالي الكائن في شارع فهد السالم ، فرع سبق ان إفتتح في حولي، ليقوم بالاعمال المصرفية في هذه المنطقة ، فضلاً عن انه يقوم بخدمة المناطق القريبة منه كالنقرة والسالمية . وهناك فكرة لدى البنك لإنشاء فرع آخر في المدينة . أما بالنسبة لافتتاح فروع في البلاد العربية، فلا توجد الآن نية لافتتاح مثل هذه الفروع ، ويمكن تحقيق ذلك في المستقبل .

 

من بين التوصيات التي تبناها مؤتمر غرف التجارة العربية ، إقامة مؤسسة عربية أهلية للتثمير ، فهل تعتقدون ان أصحاب رؤوس الاموال الكويتية سيساهمون في هذه المؤسسة ، والى أي مدى ستبلغ هذه المساهمة ، اذا تقررت ؟ 

إن مشروع انشاء مؤسسة مالية للتثمير ، مشروع سليم قائم على أسس سليمة . فهذه المؤسسة لن تسهم مساهمة فعالة إلا في المشاريع الصناعية العربية التي تحتاج اليها البلاد العربية . كما أعتقد انها ستلاقي نجاحاً كبيراً في المستقبل . ومن المحتمل ان تسهم رؤوس الاموال الكويتية فيها . إلا ان ذلك يتوقف على النسبة المئوية التي ستخصصها المؤسسة نفسها لحكومة الكويت ورعاياها .

 

أقر المجلس الاقتصادي العربي في اجتماعه الثاني خلال دورته العادية السابعة التي انعقدت في بغداد ، مشروع قرار بإنشاء شركة عربية لناقلات النفط . وقد علمنا ان مقرها سيكون في الكويت . فما رأيكم في هذا المشروع ؟ . واستطراداً ، هل لكم ان تطلعوا قراء مجلة الرائد العربي على نشاطات شركة ناقلات النفط الكويتية  .

إن فكرة انشاء شركة ناقلات نفط عربية فكرة عملية وقد تكون ناجحة . انما يجب الا يفوتنا ان أي بحث في ميدان ناقلات النفط ، يجب ان يدرس الموضوع على ضوء طاقة اساطيل ناقلات النفط في العالم . وحسب اعتقادي ، ان المهمة الاولى لاسطول ناقلات النفط العربي هي نقل النفط من منابعه الى البلاد العربية ، في مرحلة اولى ، ثم التوسع تدريجاً للوصول الى البلدان الاجنبية وخاصة الافريقية منها .

 

أما بالنسبة لسؤالكم حول شركة ناقلات النفط الكويتية ، فانها تمتلك في الوقت الحاضر ناقلة واحدة إسمها "كاظمة" تبلغ حمولتها 46 الف طن . والشركة هي بصدد شراء ناقلات اخرى من حجم الناقلات العملاقة . وتقوم ، من أجل ذلك ، باجراء اتصالات مع الشركات المصنعة في الخارج لهذا الغرض . اما المشاريع الاخرى لدى الشركة ، عدا الناقلات والتوكيلات ، فهي انشاء مصنع لتعبئة الغاز السائل لسد حاجات البلاد من هذه المادة . ومن المؤمل ان تتم انشاءات المصنع في شهر آب / اغسطس القادم  .

 

كيف تنظرون الى العلاقات التجارية القائمة حالياً بين البلدان العربية ، وما هي فوائد إقامة سوق عربية مشتركة ؟ 

إن العلاقات التجارية العربية لا يمكن لها ان تخرج من وضعها الحالي ما لم يتم ازالة العراقيل الجمركية وتسهيل الترانزيت بين الدول العربية واعتبارها سوقاً مشتركة . ومن المؤكد ان اقامة هذه السوق العربية المشتركة ستعود بالنفع الكبير على كل البلاد العربية ، سيما واننا لمسنا المنافع الكبيرة التي عادت على الدول الاوروبية منذ اقامة السوق الاوروبية المشتركة .