مدير معرض دمشق الدولي يشرح للرائد العربي

 

أثر المعرض على اقتصاديات الاقليم السوري

نشرت هذه المقابلة في ايلول / سبتمبر 1961 ، العدد الحادي عشر ، الرائد العربي

بمناسبة اقامة الدورة الثامنة لمعرض دمشق الدولي ، قام مندوب مجلة الرائد العربي بمقابلة السيد فيصل الدالاتي ، مدير المعرض ، ووجه اليه عددأ من الاسئلة أجاب عليها بما يلي .

كيف نشأت فكرة انشاء مديرية عامة للمعرض وكبف تطورت ؟

نشأت فكرة اقامة معرض دمشق الدولي سنة 1952 بعد أن أخذت الصادرات السورية تحتل مكانة دولية مرموقة . فكان لا بد لفيض الانتاج من أسواق ، ولا بد للنهضة الصناعية والزراعية الآخذة في النمو من تطوير . وقد لمس المسؤولون الحاجة الملحة الى اقامة معرض دائم في دمشق ، قلب البلاد العربية ، وذات المركز التجاري الممتاز حيث تلتقي على أديمه صناعات دول العالم وتحتك فيه افكار رجال الاقتصاد والعمل ويكون وسيلة لتبادل الانتاج .

اقيم اول معرض دولي في مدينة دمشق في مطلع شهر ايلول / سبتمبر سنة 1954 اشتركت فيه 26 دولة و964 مؤسسة اقتصادية  و 256 عارضاً ، كما أمه مليون وربع مليون زائر ، مما أنعش الحالة الاقتصادية في البلد بما دره عليها من قطع نادر ، وكثرت الصفقات التجارية المعقودة مع الدول ولا سيما مع البلاد العربية . فلم يسع الحكومة آنذاك ، تجاه هذا النجاح المنقطع النظير الذي لاقاه معرض دمشق الدولي إلا ان أصدرت القانون رقم 40 تاريخ 12/3/1957 الذي تأسست بموجبه المديرية العامة لمعرض دمشق الدولي وغايتها تنظيم واقامة معارض دورية بدمشق ذات صفة دولية او وطنية . ومنذ ذلك التاريخ تعاقبت المعارض الدولية في العاصمة السورية بشكل دوري بين آب / أغسطس وايلول / سبتمبر من كل عام حتى بلغ عددها سنة 1961 ثمانية معارض دولية . وكان معرض دمشق الدولي في كل دورة من دوراته سوقاً اقتصادية دولية كبرى في الشرق الاوسط ووسيطاً مهماً في مجال التعامل التجاري الدولي . ومما هو جدير بالذكر ان معرض دمشق الدولي أصبح عضواً في اتحاد المعارض الدولية منذ عام 1957 .

من هي الدول المشتركة في المعرض هذا العام ؟ .

بلغ عدد الدول التي ثبت اشتراكها رسمياً في معرض دمشق الدولي الثامن لسنة 1962 ما مجموعه 22 دولة هي : جمهورية المانيا الاتحادية ، جمهورية المانيا الشرقية ، الاتحاد السوفياتي ، بلغاريا ، تشيكوسلوفاكيا ، هنغاريا ، الهند ، ايطاليا ، لبنان ، الجزائر ، الجمهورية العراقية، هولاندا ، فلسطين ، الباكستان ، بولونيا ، يوغوسلافيا ، سيلان ، جمهورية قبرص ، الاردن ، اليونان ، الجمهورية العربية المتحدة . والدول الجديدة التي اشتركت هذا العام هي : سيلان والجمهورية القبرصية . اما الدول التي اشتركت في الاعوام السابقة ولم تشترك هذا العام هي : بلجيكا ، الولايات المتحدة الاميركية ، بريطانيا ، الصين الشعبية .

بذلت ادارة المعرض الجهد الكافي لاشراك دول جديدة دعماً للعلاقات التجارية الآخذة في النمو بين الجمهورية العربة المتحدة وأكثر دول العالم . كما بذلت الادارة مساع خاصة لاشراك اكبر عدد ممكن من دول اميركا اللاتينية وأبدت هذه الدول وفي مقدمتها كل من فنزويلا والبرازيل والارجنتين استعدادها للاشنراك في المعارض القادمة .

ما هو معدل زوار المعرض سنوياً ؟ .

إن معدل هؤلاء الزوار سنوياً يبلغ مليون ونصف مليون زائر ، بينهم تقريباً 25 بالمئة من الزوار الاجانب الذين وفدوا من البلدان العربية المجاورة و44 بالمئة منهم من دول اخرى .

ما هو التطور الذي طرأ على معروضات جناح الجمهورية العربية المتحدة منذ الوحدة حتى الآن وعلى الاجنحة العربية الاخرى ؟

كانت للتطورات الصناعية والثقافية والسياسية التي شملت كل مرافق الحياة في هذه الجمهورية الفتية وتلك المشروعات الكبرى التي تشهدها البلاد تأثيرها الكبير على معروضات الاجنحة العربية المختلفة . ففي الحقل الزراعي تطور كبير جداً . فقد ظهرت صناعات زراعية مختلفة في الاجنحة العربية ، خاصة في جناح الجمهورية العربية المتحدة . فالمعلبات المحفوظة بطرق حديثة ووسائل تكرير السكر الحديثة وحفظ الالبان وتعقيمها ودخول الآلة في عالم الزراعة بشكل أعم وأشمل ، كان لها اثر بالغ في قيمة المعروضات وتنوعها . وفي المجالات الصناعية التي لم يسبق للاجنحة العربية ان عرضت صناعات عربية تضاهي في جودتها الصناعات الاجنبية ظهرت سيارات رمسيس وسيارات النصر لأول مرة هذا العام ، والغسالات والبرادات والراديوات والادوات المنزلية المختلفة ، علاوة على كل مشتقات صناعة الصلب والحديد والدراجات النارية والافران الكهربائية . كل هذه الصناعات ظهرت هذا العام في الاجنحة العربية . أما انواع النسيج فتعتبر معجزة الصناعة العربية كأنواع البروكار الدمشقي الذي انفردت بصنعه مدينة دمشق وحمل اسمها منذ أقدم العصور .إن النسيج العربي بمختلف اشكاله وصوره كان معروضاً في الاجنحة العربية مما أثار اعجاب الزائرين بمختلف اجناسهم .

تميزت اجنحة الصناعات الحربية العربية ، التي احتلت أكبر الاجنحة في المعرض ، بما عرضته من اسلحة خفيفية وثقيلة مصنوعة بايد عربية في الجمهورية العربية المتحدة .

اشتملت كافة الاجنحة العربية على معروضات متنوعة بدأ من المصنوعات المعدنية الى المنتجات الجلدية والمفروشات والادوات الصحة .

ما هو الناتج الاقتصادي الناجم عن اقامة معرض دمشق الدولي في السنين السابقة ؟

كان للمعرض أثره الكبير في زيادة معدل التبادل التجاري بين بلدان الدول الشرقية والغربية والكثير من الدول العربية . فقد ثبت للجميع ان معرضنا مفتاح لسوق دولية مهمة في الشرق الاوسط تشمل كل الاقطار العربية وليس الجمهورية العربية المتحدة وحدها ، رغم ان الاقليم السوري استفاد بنوع خاص من هذا الانفتاح التجاري الذي أمنه المعرض لمنتجاتنا . فعلى سبيل المثال ، أذكر ان الصين اكتشفت مزايا القطن السوري وباتت الآن تشتري منه كميات كبيرة وتفضله على أي قطن آخر في العالم .

فتح المعرض ، من جهة أخرى ، ابواب السياحة على مصراعيه . فقد بتنا نشاهد قدوم اعداد كبيرة من السياح الاجانب والعرب ، لا لزيارة المعرض ايام اقامته فحسب ، بل طيلة ايام السنة .

هل يفكر المسؤولون في اقامة معارض اخرى مشابهة لمعرض دمشق الدولي ؟ .

نعم . فهناك معرض قطاف العنب في السويداء ومهرجان القطن في حلب والمعرض الصناعي الزراعي في حلب ايضاً .اما التفكير في اقامة معارض اخرى كمعرض دمشق بالذات فلم يعلن المسؤولون عن شيء من هذا القبيل .

الى أي مدى تسهم الجمهورية العربية المتحدة في المعارض الدولية ؟ .

تسهم الجمهورية العربي المتحدة في عدد كبير من المعارض الدولية . فقد شاركت هذا العام في المعارض التالية : معرض ليبزغ للربيع ، معرض الدار البيضاء الربيعي ، معرض بوزنا الدولي في بولونيا ، معرض شيكاغو ، معرض قبرص ، معرض باري ، معرض موغاديشو ، معرض زغرب ، معرض سالونيك ، معرض انوكا في المانيا الغربية ، معرض كابول ، معرض نيودلهي ، واخيراً معرض الدار البضاء الخريفي.