المدرسة الفندقية في لبنان

 

أول معهد من نوعه في الشرق .. ودعامة للنهضة السياحية العربية

نشر المقال في آب / أغسطس 1961 ، العدد العاشر ، الرائد العربي

تعتبر الصناعة الفندقية في لبنان من النشاطات الاقتصادية البارزة نظراً للمجموعة الفخمة من فنادق الدرجة الأولى التي تنتشر في العاصمة بيروت وبعض قرى الجبل ، بالاضافة الى الكثير من فنادق الدرجة الثانية التي تنتشر في كل المحافظات اللبنانية . وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان عدد المؤسسات الفندقية في لبنان قد ارتفع في السنة الماضية الى ما يزيد عن 650 مؤسسة فندقية تضم ما لا يقل عن 10933 غرفة تحوي 22200 سرير تقريباً .

تقدم أغلب هذه الفنادق لزبائنها المأكولات والمشروبات والحلويات على اختلاف انواعها ، حيث يعمل في الفنادق طهاة اختصاصيون ومستخدمون مدربون يعدون ويقدمون للنزلاء أحدث ما وصل اليه فن الطهي الحديث . وقد تبين للمهتمين بأمور الصناعة الفندقية والمتتبعين لنموها ومشاكلها ان قسماً كبيراً من الطهاة والمستخدمين هم من خريجي المدرسة الفندقية التابعة لمديرية التعليم التقني والمهني في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة . كما تبين ان اعداد العاملين من هؤلاء الخريجين في الفنادق اللبنانية آخذ بالازدياد ، سنة بعد اخرى ، بعد ان تكونت لدى اصحاب الفنادق فكرة جيدة عن خبرة هؤلاء وسلامة تدريبهم على اصول العمل الفندقي ، خاصة بما يختص بالطهي وصنع الحلويات والخدمة . وقد رأت " الرائد العربي " ان تقدم لقرائها في هذا العدد الخاص بالسياحة ، نبذة سريعة عن المدرسة الفندقية في لبنان ، وذلك مساهمة منها في تعريف المواطنين العرب بنشاط هذه المدرسة التي تمد الصناعة الفندقي في لبنان ، و بعض البلدان العربية ، بعنصر رئيس من عناصر نجاحها وازدهارها ونموها ، ألا وهو العنصر الانساني .

نقطة البدء : 1949

أنشئت المدرسة الفندقية في سنة 1949  ، وكانت تابعة عند انشائها لمفوضية السياحة والاصطياف  ، وهي الهيئة الرسمية التي ترعى شؤون السياحة وما يتعلق بها في لبنان . أما الآن فان المدرسة  قد ألحقت المدرسة بمديرية التعليم المهني والتقني في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة التي تضم ، إضافة الى المدرسة الفندقية ، عدداً من المدارس المهنية والمختبرات الصناعية الاولية في بيروت والمحافظات . وتعتبر هذه المدرسة الوحيدة من نوعها في الشرق العربي . وتفكر السلطات المسؤولة في الجمهورية العربية المتحدة بانشاء مدرسة مشابهة بعد ان قامت هذه السلطات ، منذ مدة قصيرة ، بطلب برامج الدراسة وانظمة المدرسة وقوانينها من ادارة المدرسة الفندقية اللبنانية .

يبلغ حالياً عدد الطلاب الملتحقين بهذه المدرسة 123 طالباً يتوزعون على كل أقسام المدرسة .

اقسام المدرسة

تضم المدرسة الفندقية اربعة اقسام او دوائر ، هي :

1 – دائرة النظارة التي تساعد الادارة العامة في الاشراف على سير الدراسة وتطبيق النظم الداخلية والاجراءات القانونية داخل المدرسة .

 2 – دائرة المحاسبة

 3– دائرة الخدمة التي تهتم بادارة شؤون الطلاب الذين يدرسون في قسم " الخدمة " .

4 – دائرة المطبخ التي تهتم بادارة شؤون الطلاب الذين يدرسون فن الطبخ والطهي وكل ما يتعلق بالاعمال " المطبخية " بصورة مباشرة .

في المدرسة ، اضافة الى هذه الدوائر الاربعة ، مطعم نموذجي خاص بالزبائن يقدم فيه الطعام طيلة الفصل الدراسي للمترددين عليه باسعار زهيدة . ولا يبتغى المطعم من ورائها الربح ، وتعود ايراداته الى الخزينة اللبنانية .

شروط الدخول ومدة الدراسة

ينقسم الطلاب الذين يتلقون علومهم في هذه المدرسة الى قسمين :

- القسم الأول ، ويجب ان يكون افراده من حملة الشهادة الابتدائية ، وعليهم ان يتقدموا لمباراة امام لجنة ادارية وطبية ومهنية تقوم باختبار الطلاب من الناحية العامة والصحية والشكلية . وتجدر الاشارة الى ان اللجنة تراعي ناحية الشكل وتوليها عناية خاصة ، نظراً لما تعلقه ادارة الفنادق والمطاعم من أهمية لشكل المستخدم وتصرفه . ويمضي طلاب هذا القسم ثلاث سنوات ، يحملون بعدها شهادة التعليم الفندقي الابتدائي .

- القسم الثاني ، ويمضي افراده سنتين بعد تخرجهم من المرحلة الاولى ، ينالون بنهايتها شهادة التعليم الفندقي العالي . ويعفى الطلاب الذين يحملون الشهادة التكميلية من القسم الاول شرط ان يمضوا سنة تحضيرية لمتابعة برنامج القسم الثاني .

بلغ عدد الذين تخرجوا هذه السنة من المرحلة الثانية 19 خريجاً ومن المرحلة الاولى 13 خريجاً بينما يتراوح عدد الخرجين عادة في القسمين بين 20 و 30 خريجاً . ومن الجدير ذكره ان أغلب الطلاب الذين ينهون المرحلة الاولى بنجاح يتابعون تحصيلهم لنيل شهادة التعليم الفندقي العالي .

برامج الدراسة

يمر الطلاب ، بالاضافة الى هذه الدروس التي تعطى داخل المدرسة ، في فترة تمرين اجباري خلال اشهر الصيف طيلة مدة دراستهم في الفنادق والملاهي وفقاً لبرنامج يوضع بالاتفاق مع اصحاب الفنادق والملاهي . ويشرف على هذا البرنامج الصيفي ادارة واساتذة المدرسة الفندقية . ويتلقى الطلاب في القسمين نوعين من الدروس :

- النوع الاول ، و يتكون من العلوم العادية التي يتلقاها الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية العادية ، من لغات وآداب ورياضيات الخ.. وتهتم المدرسة الفندقية باللغتين الفرنسية والانكليزية ، اهتماماً خاصاً نظراً لكون المستخدمين مضطرين للاحتكاك بالاجانب .

- النوع الثاني ، ويتكون من العلوم المهنية حول الخمور والمآكل ، بالاضافة الى التطبيقات العملية التي يجريها الطلاب في المطعم النموذجي ، الذي ورد ذكره سابقاً .

تجدر الاشارة الى ان الادارة ، بالاشتراك مع بعض الفنيين ، تحدد للطلاب نوع اختصاصهم حسب ما يحمله كل واحد منهم من مؤهلات وما تتوفر فيه من طاقات ، وتوزعهم ، بالتالي ، على فروع الدراسة والاختصاص الثلاثة : الخدمة ، الطهي ، والحلويات .

أما الامتحانات فتجريها لجنة يعينها وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة ، يشترك فيها ، بالاضافة الى اساتذة المدرسة ، مندوبون عن نقابة أصحاب الفنادق ومفوضية السياحة والاصطياف .  

أين يعمل الطلاب ؟

يتوزع الطلاب على الفنادق والمطاعم والملاهي بعد تخرجهم . وتتم هذه العملية بناء لاتصالات تجريها ادارات الفنادق والملاهي مع ادارة المدرسة قبل تخرج الطلاب وتختار منهم هذه المؤسسات من ترغب في استخدامهم . وهناك قسم لا بأس به من الطلاب من يفضل السفر الى البلاد العربية التي هي بحاجة لهذا النوع من المستخدمين ليعمل في فنادقها وملاهيها ومطاعمها .

المباني الجديدة

تقع المدرسة الفندقية حالياً في شارع الصنائع في بيروت . وتستعد ادارة المدرسة للانتقال الى مبان جديدة في منطقة الدكوانة في ضواحي بيروت . وهذه المباني حديثة واوسع من المباني الحالية ومجهزة باحدث التجهيزات . ويقول الخبراء ان المدرسة الجديدة تعتبر من أفضل المدارس المهنية في العالم من حيث البناء والترتيب والتجهيز . وتجري اتصالات الآن مع حكومة المانيا الغربية لتجهيز مطبخ المدرسة بالمعدات والالآت اللازمة كمساعدة فنية من الحكومة الالمانية للبنان .

تضم المباني الجديدة فندقاً يعمل صيفاً وشتاء ويقدم للزوار المنامة والطعام . وهذا الفندق بديل للمطعم النموذجي الحالي الذي لا يقدم سوى الطعام خلال الفصل الدراسي فقط . وسيتم انتقال المدرسة الفندقية مع المدارس المهنية الاخرى الى المباني الجديدة على مرحلتين اثنتين :

- المرحلة الاولى ، وتتم قبل العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في تشرين الاول / اكتوبر 1961 ، تنتقل خلالها المدرسة الفندقية ومدرسة الهندسة .

- المرحلة الثانية ، ويتم فيها نقل مدرسة بيروت المهنية وما يتعلق بها من مختبرات صناعية ومهنية .

يقول السيد فؤاد مطرجي ، رئيس الدائرة الادارية في مدرسة الصنائع ان المدرسة الفندقية تقبل الطلاب من اي بلد كان ، خاصة من البلاد العربية ، بناء لاتفاقات بين الحكومة اللبنانية والحكومات الاخرى . ويبلغ ، حالياً ، عدد اعضاء الهئة التعليمية  عشرين مدرساً في مختلف الفروع ، بالاضافة الى خبير اجنبي واحد استقدمته الحكومة اللبنانية من ايطاليا .