الدكتور عبد الباسط الخطيب يتحدث للرائد العربي عن النهضة الانمائية في سوريا

 

نشر اللقاء في تشرين الثاني / نوفمبر 1961 ، العدد الثلث عشر ، الرائد العربي 

قصدت مجلة الرائد العربي دمشق لمقابلة الاستاذ عبد الباسط الخطيب ، نائب رئيس " مؤسسة المشاريع الكبرى " وأجرت معه حديثاً حول طبيعة ومهام المؤسسة والمشاريع التي تقوم بالاشراف عليها ، والدور الذي تقوم به المؤسسة في عملية التنمية ، خاصة في قطاعي الري والزراعة . وكان الحديث التالي .

ما هي أهداف " مؤسسة المشاريع الكبرى " ومتى كان تأسيسها ؟

مؤسسة المشاريع الكبرى هي ذاتها " مؤسسة الانماء الاقتصادية " السابقة بعد ان فصلت عن الاخيرة ادارة الخطوط الحديدية وهيئة البترول ومديرية الاصلاح الزراعي . وكل ما بقي من مشاريع في عهدة مؤسسة الانماء الاقتصادية ألحقت الآن بمؤسسة المشاريع الكبرى . وقد جاء إفراد ادارة الخطوط الحديدية وهيئة البترول بعد انشاء وزارتي المواصلات والصناعة . اما هيئة الاصلاح الزراعي فقد ألحقت بوزارة الاصلاح الزراعي . 

مؤسسة المشاريع الكبرى هي مؤسسة جديدة مسؤولة عن مشاريع الري المختلفة والسدود القائمة على الفرات والخابور والعاصي ، وكذلك عن مشروع الغاب ومرفأ طرطوس . ومهمة المؤسسة التحري والاستفادة من كل مصادر المياه في سوريا وانشاء مشاريع زراعية انتاجية عليها . وكان انشاء الهيئة في 17 تشرين الاول / اكتوبر 1959 على أثر الغاء مؤسسة الانماء الاقتصادي ومشروع الغاب . 

ما هي المشاريع الرئيسة التي تشرف المؤسسة على تنفيذها ؟

المشاريع على نوعين : مشاريع قيد التنفيذ ، ومشاريع قيد الدراسة . وتشمل المشاريع التي هي قيد التنفيذ مشروع الغاب والروج والسن ومشروع اليرموك ومشروع مرفأ طرطوس ، بالاضافة الى مشاريع آبار البادية لتوفير مياه الشرب والكلأ للاغنام . اما المشاريع التي هي قيد الدراسة فتشمل مشروع الفرات ومشروع الخابور ومشروع حوض العاصي الاعلى ومشروع نهري بردى والاعوج . 

المعروف ان الاقتصاد السوري هو في الاساس اقتصاد زراعي ، والمعروف ايضاً ان القطاع الزراعي في سوريا يعتمد الى حد كبير على الامطار ، مما يجعل الانتاج الزراعي عرضة للتقلبات من عام الى آخر ، وفقاً للتقلبات الجوية .

أ – ما هي الخطوات التي اتخذت حتى الآن ، او التي ستتخذ خلال السنوات الخمس القادمة للحد من الاعتماد على الامطار لري المزروعات ؟

ب – ما هي نسبة مساحة الارض التي سترويها مشاريع الري المختلفة حتى نهاية الخطة الخمسية الى مجموع مساحة الارض المزروعة في سوريا ؟ .

ج – الى أي حد ستسهم هذه المشاريع في تثبيت الانتاج الزراعي ؟ .

 أ - من الواضح ان الاستثمار الزراعي في البلاد يعتمد ، بالدرجة الاولى ، على مياه الامطار ، خاصة في منطقة الجزيرة . لذلك كان من أهداف الخطة الخمسية الاولى لسوريا تأمين ري ما يقرب من 250 الف هكتار من الاراضي ، أي ما يساوي 50 بالمئة من مساحة الاراضي التي تزرع حالياً عن طريق الري . وبذلك نأمل ان تصبح مساحة الارض المروية في سوريا في نهاية الخطة الخمسية حوالى 750 الف هكتار . والاراضي التي سيجري ريها هي من الاراضي التي تنال حصة قليلة من الامطار ، وبذلك نضمن انتاجاً زراعياً أكثر ثباتاً، خاصة من خلال مشروع الفرات . اما الخطة الخمسية التالية فستشمل الاراضي التي ستروى من نهري الفرات والخابور . وهي ايضاً من الاراضي القليلة الامطار . وسنضمن من خلال هذه الخطة تخزين مياه في حوضي الفرات والخابور تكفي لري اراض في حدود 700 الف هكتار ، معظمها لا تنال الا حصة قليلة من مياه الامطار . وهذا ما يعزز الانتاج الزراعي في منطقة الجزيرة التي تعتمد على الامطار . وتوضيحاً أقول ان من وراء الخطة العشرية تأمين ري 800 الف هكتار رياً زراعياً كثيفاً تؤمنه مياه نهري الفرات والخابور . وهذا بالطبع يدعم الانتاج الزراعي في البلاد . 

ب- سيضاف في نهاية الخطة الحالية حوالى 250 الف هكتار جديد الى الاراضي المزروعة اليوم ، وهي تشكل خمسين بالمئة من الاراضي المزروعة حالياً والبالغة 500 الف هكتار .

هذه في الخطة الخمسية الاولى . اما في نهاية الخطة الخمسية الثانية فستبلغ مساحة الاراضي الي ستضاف الى الاراضي المنتجة حوالى مليون ونصف مليون هكتار ، أي ضعف مساحة الاراضي المزروعة في نهاية الخطة الاولى .

ج – بعد الانتهاء من تنفيذ الخطة الانمائية سترتفع قيمة الانتاج الزراعي حوالى الف مليون ليرة سورية . 

بالنسبة لمشروع الفرات :

أ – ماهي المساعدات التي وعدت المانيا الغربية بتقديمها ؟

ب – ما هي الكلفة الاجمالية للمشروع ؟

ج – كم تبلغ مساحة الاراضي التي سيرويها المشروع ؟

د – من اين سيؤتى بالفلاحين ؟ .

أ – تبلغ المساعدة المالية الالمانية 500 مليون مارك الماني ، وهي ستغطي من حيث المبدأ شراء المعدات وسواها بالقطع الاجنبي . وفي حال قصور هذا المبلغ عن حاجة المشروع ، فمن الممكن ان يصار الى عقد اتفاق آخر بين الطرفين يتم من خلاله زيادة المبلغ المقرر.

ب – ستبلغ كلفة المشروع الاجمالية ، بما فيه كلفة مشاريع الكهرباء ، نحو 1500 مليون ليرة سورية .

ج – ستبلغ مساحة الاراضي التي سيرويها المشروع ما بين 700 و 750 الف هكتار . ويمكن توليد طاقة كهربائية تبلغ من 500 الى 600 الف كيلو وات .

د – سنستقدم الى منطقة الفرات والخابور اعداداً من الفلاحين من منطقة جبل العلويين ومنطقة دمشق والمناطق الاخرى الجرداء التي تفتقر الى الامطار . ولا بد ان أذكر هنا أن العمليات الزراعية في منطقتي الفرات والخابور ستجري عن طريق الآلات الميكانيكية بشكل مكثف . وهذا يخفف من الاعتماد على اليد العاملة الزراعية . 

مشروع سهل المزاريب الواقع على اليرموك ، ما هو بالتحديد ؟

انه مشروع ري 6600 هكتار من الاراضي التي تعاني حالياً نضباً في الامطار . والهدف العام هو الاستفادة من كل الينابيع لري أكبر مساحة ممكنة في البلاد . 

ما هي المشاريع الموضوعة للاستفادة من روافد نهر الاردن ( اليرموك وبانياس ) ؟

مشروع بانياس هو حالياً قيد الدرس . اما اليرموك فهو جزء من مشروع سهل المزاريب . ونحن سنستفيد من اليرموك في ري جزء من الاراضي حتى فصل الصيف والتوسع في ري اراضي سهل مزاريب .