مشاريع انمائية

 

نشرت في تشرين الاول / اكتوبر 1962 ، العدد الرابع والعشرون ، الرائد العربي  

1 – الاحتفال بايصال مياه الروضتين الى مدينة الكويت  

في مقابلة مع عبد المحسن القطان ، وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد  

هناك شعور عام في الكويت ان اكتشاف المياه الجوفية العذبة وايصالها لمدينة الكويت أهمية خاصة . فما هو السبب في رأيكم ؟ . 

هناك اكثر من سبب لهذا الشعور . فلأول مرة في ناريخ الكويت تكتشف مياه جوفية عذبة بكميات كبيرة . فقد كان الاعتقاد السائد في السابق ان لا أمل في العثور على مياه جوفية عذبة في منطقة كمنطقة الكويت . اما الآن فقد عزز الاكتشاف الأمل بامكانية وجود مصادر مائية اخرى . كذلك إطمأن المواطنون الى ان حياتهم ليست معلقة بآلة تنتج لهم الماء المقطر ، حتى اذا توقفت هذه الآلة عن العمل ،لأي سبب كان ، أصبحت حياتهم مهددة تهديداً حقيقياً وكبيراً . وانجاز هذا المشروع ضاعف كمية المياه العذبة المتوفرة في دولة الكويت

كم استغرق انجاز المشروع ، وما هي كلفته الكلية ؟ . 

استغرق انجاز المشروع خمسة عشر شهراً ، بينما كان من المقدر ان يستغرق انجازه حوالى عشرين شهراً . اما الكلفة فهي حوالى ثلاثة ملايين دينار كويتي ، تشمل ثمن الانابيب وتغليفها وتمديدها . وقد بلغ طول خط الانابيب التي سعتها ستة وعشرين انشاً حوالى تسعين كيلومتراً . كما شملت الكلفة بناء خزان كبير سعته سبعة ملايين ونصف مليون غالون وانشاء محطة لضخ المياه ومحطة لتوليد الطاقة الكهربائية ومكاتب ومشاغل لمراقبة ضخ الماء من الابار المنتجة .  

ما هي كمية المياه التي يمكن جلبها الى مدينة الكويت ، ولأي اغراض ستستعمل ؟ . وما مقدار الاملاح الموجودة يها؟ . 

إن سعة الخط القصوى تبلغ سبعة ملايين غالون يومياً . غير ان الكمية التي ستضخ فيه ستكون بين اربعة وخمسة ملايين غالون يومياً ، الا اذا حدث ما يدعو الى زيادة هذه الكمية . وتحتوي هذه المياه على حوالى ستمئة جزء من الاملاح في كل مليون جزء ، وهي نسبة ممتازة بالنسبة للمقاييس العالمية . وسوف تستعمل المياه للأغراض المنزلية . ولا تزود الزراعة بهذه المياه بل بالمياه الصليبية المالحة .

كم يبلغ انتاج مصانع تقطير المياه العذبة المتوفرة لديكم ؟ وما هو استهلاك الكويت الحالي من المياه ؟ . وهل هناك تفكير بزيادة طاقة التقطير ؟ . 

إن الطاقة الانتاجية الاجمالية الحالية لمصانع التقطير التابعة لوزارتنا هي ستة ملايين غالون يومياً ، وهي بالمناسبة اكبر وحدة تقطير في العالم . اما الاستهلاك فمعدله السنوي يقل عن خمسة ملايين غالون يومياً ، ولا يتجاوز هذا المعدل الا في ايام قليلة في خلال الصيف . وبالنسبة لزيادة طاقة التقطير ، فليس لدى الوزارة اي تفكير او مخطط لزيادة انتاج المصانع الحالية في مدينة الكويت . غير ان مصنعاً لتقطير ثلاثة ملايين غالون يومياً سوف ينشأ في منطقة الصناعات الكبيرة في الشعيبة لتزويد الصناعات والسكان بالماء في تلك المنطقة. ومن المنتظر ان يتم ذلك في خلال ثلاث سنوات من هذا التاريخ .  

بعد اكتشاف المياه العذبة في منطقة الروضتين ، هل لدى وزارتكم أي تخطيط للتنقيب عن المياه العذبة في انحاء اخرى من الكويت ؟ .  

لقد قررت الحكومة اجراء تنقيبات تشمل كل اراضي وجزر الكويت وحتى المنطقة المحايدة . وقد بدأنا بتنفيذ اعمال التنقيب منذ اكثر من عشرة اشهر . ومن المنتظر ان ننتهي من هذه الاعمال في صيف سنة 1963 . وسيقدم الخبراء تقريرهم بعد ذلك . وبعض النتائج الاولية التي حصلنا عليها حتى الآن مشجعة . 

هل ستقوم وزارة الكهرباء والماء بانشاء شبكة لتوزيع المياه العذبة على بيوت المواطنين كما فعلت بالنسبة للمياه المالحة؟ ومتى سيتم ذلك ؟ . 

ان اكتشاف المياه العذبة في منطقة الروضتين قد شجع على ذلك . وقد كلفت الوزارة احدى المؤسسات العالمية بتقديم مشروع حول احسن واحدث الوسائل لتوزيع المياه على المنازل . واذا ما تمت الموافقة على تخصيص موازنة خاصة لهذا المشروع فمن المنتظر ان يباشر بالتنفيذ بعد سنة من تاريخه . وسيحتاج انجاز المشروع الى سنوات عديدة . 

ما هو معدل استهلاك الفرد من المياه العذبة والمالحة في الكويت ؟ وكيف يقارن هذا الاستهلاك بما يستهلكه الفرد في البلاد العربية والبلدان الاجنبية ؟ . 

إن معدل الاستهلاك الحالي للفرد في الكويت من المياه العذبة حوالى العشرين غالون يومياً ، ومن المتوقع ان يرتفع الاستهلاك الى حوالى الثلاثين خلال سنة من الآن . كما يستهلك الفرد في الكويت حوالى اربعين غالوناً من المياه المالحة وسيرتفع هذا المعدل الى سبعين في خلال سنة . اما المقارنة مع استهلاك الفرد في البلاد العربية فليس لدينا احصائيات بهذا الخصوص الا لبعض المدن . والمعدل في الكويت هو أعلى منه في معظم المدن العربية الكبرى . اما بالنسبة للبلدان الاجنبية ، فان ما اطلعت عليه من ارقام يشير الى ان أعلى استهلاك في اوروبا يقل عن مئة غالون للفرد يومياً ، بما في ذلك للاغراض الصناعية .  

2 – معمل مركبة للانتاج الكهربائي في لبنان  

يقع معمل مركبة ، احد المنشأت الحديثة التي يفخر بها لبنان ، قرب بلدة مشغرة البقاعية . ويتصل هذا المعمل بسد القرعون بواسطة نفق طوله 640 متراً تمر فيه المياه قبل انحدارها في المسقط المؤدي الى المعمل المجهز بمجموعات لتوليد الطاقة الكهربائية تبلغ قوتها 50 الف حصان . ويصل الانتاج اليومي للكهرباء في مركبة الى 250 الف كيلو وات ساعة تنقل الى محطة التحويل المركزية وتوزع منها على المناطق المحتاجة . 

 3 – اول بئر اختباري لشركة نفط الكويت في المياه الاقليمية  

أعلنت شركة نفط الكويت المحدودة التي تملكها معاً شركة النفط البريطانية وشركة نفط الخليج الاميركية ان حقر اول بئر اختبارية في المياه الاقليمية بدأ يوم الاحد الموافق 9 ايلول / سبتمبر 1962 في جون الكويت ، في مكن يقع نصف ميل الى الشمال من مدينة الكويت . ويجري حفر البئر " مدينة رقم 1 " من جزيرة اصطناعية يبلغ طولها 200 قدم وعرضها مئة قدم ، وتقع منصتها على علو 25 قدماً من قاع البحر الصلب . وقد قامت شركة بومرووي هاويان للحقريات الدولية ، وهي فرع من فروع  شركة جي . اتش . بومرووي في سان رنسيسكو ، ببناء هذهالجزيرة . وسيكون من المستطاع حفر عدد من الآبار ، قد تصل الى اربع ، بواسطة هذه الجزيرة العائمة . وتقوم شركة نوفيل دي فوراج الفرنسية بعمليات الحفر ، بموجب عقد مع شركة نفط الكويت المحدودة . ويستعمل في هذه العمليات جهاز حفر كاتم للصوت من نوع ايمسكو 1100 ، الذي باستطاعته الحفر على عمق 12000 قدم .