المؤتمر السادس لمنظمة الاغذية والزراعة

 

مناقشات وتوصيات  

نشر التقرير عن المؤتمر في ايلول / سبتمبر 1962 ، العدد الثالث والعشرون ، الرائد العربي  

حالة الاغذية والزراعة في المنطقة  

أثارت مناقشات المؤتمر السادس لمنظمة الاغذية والزراعة المنعقد في لبنان ، ما يمكن ان يسمى بالحالة المخيبة للآمال للانتاج الزراعي في المنطقة ، خاصة وان الزيادة في هذا الانتاج لم يستطع خلال السنين الماضية ان تتساوي مع النموالمتزايد في اعداد سكان المنطقة . فبعد ان كان الانتاج الزراعي قد حقق في المنطقة ارتفاعاً طفيفاً سنة 1960 – 1961 عاد فانخفض بما يوازي 20 – 30 بالمئة سنة 1961 – 1962، وذلك بحسب الاحصاءات المبدئية التي اجرتها منظمة التغذية والزراعة . وقد لاحظ المؤتمرون ان انتاج الحبوب في المنطقة قد انخفض بحوالى مليوني طن عام 1961 – 1962 ، رغم الزيادة الطفيفية في انتاج سوريا والعراق والاردن من هذه المواد خلال هذا العام . وجاء الانخفاض الكبير في تركيا . اما في الجمهورية العربية المتحدة فان انتاج القمح والشعير والحنطة قد انخفض انخفاضاً طفيفاً ، بينما انخفض انتاج الارز انخفاضاً كبيراً بما يقارب 23 بالمئة من السنة السابقة وذلك بسبب انخفاض مستوى مياه النيل ، مما حدى بالدولة الى مراقبة توزيع هذا المحصول . اما انتاج القطن ، فرغم التوسع القياسي في مساحة الارض المزروعة قطناً ، فان محصول عام 1961 – 1962 في الجمهورية العربية المتحدة انخفض بما يوازي 30 بالمئة عن السنة السابقة نتيجة تفشي الدودة . وفي المملكة العربية السعودية أصيبت الثروة الحيوانية بخسارة فادحة نتيجة الجفاف المستمر في السنوات الماضية . 

غير ان اكثر البلاد التي انخفض فيها انتاج الحبوب في عام 1961 – 1962 قد حققت توسعاً ملموساً في المحاصيل الزراعية الاخرى . فقد توسع الاردن في انتاج البندورة والحامض وزيت الزيتون . وفي لبنان استغلت المصادر المائية الشحيحة استغلالاً حسناً لري اشجار الفاكهة وبعض الخضار . ولم يتأثر انتاج القطن في الجمهورية العربية السورية كثيراً من الجفاف في ذلك العام . وتدعو ، من جهة اخرى ، المعلومات الجزئية المتوفرة عن موسم 1962 – 1963 ، الى التفاؤل ، خاصة وان توزيع الامطار على مدار السنة كان اكثر انتظاماً من السنوات السابقة ، كما ان كمية الامطار جاءت اكبر ايضاً . وفي الجمهورية العربية المتحدة طرأ توسع كبير على المساحة المزروعة أرزاً نتيجة ارتفاع مياه النيل . 

التجارة الدولية والمنتجات الزراعية  

لاحظ المؤتمرون بقلق اتجاه اسعار المنتجات الزراعية الى التقلب والانخفاض المستمر . ورغم الانتعاش الذي طرأ بعد نكسة 1958 فان مجموع دخل المنطقة من الواردات المالية بقي على مستوى منخفض بما يقارب نسبة 60 بالمئة من واردات عام 1957 . الا ان هذه الواردات عام 1951 عادت الى الانخفاض بنسبة 10 بالمئة عن العام الماضي ، حتى انها تساوت مع واردات عام 1961 او كادت . ولاحظ المؤتمرون ان شروط التجارة الدولية تؤثر سلباً على دول المنطقة وتترك أثراً سيئاً على مشاريع التنمية بسبب انخفاض اسعار المنتجات الزراعية بالمقارنة مع المنتجات الصناعية التي تزداد ارتفاعاً . فرغم زيادة كمية الصادرات الزراعية من منطقتنا ، فان مجموع القوة الشرائية الفعلية لهذه الصادرات لم يزد عما كان عليه ، بحيث لم يكن ممكناً استيراد نسبة اكبر من المنتجات الصناعية . 

توفر الأغذية بالنسبة للسكان  

إنخفض معدل انتاج الفرد من الاغذية في سنة 1960 – 1961 بنسبة 3 بالمئة ، ثم بنسبة 4 بالمئة في سنة 1961- 1962 ، مقيساً بمعدل انتاج سنة 1958 الذي زاد بنسبة 15 بالمئة فقط عن مستويات ما قبل الحرب. الا ان معدلات استهلاك الأغذية لم تنخفض عن مستوياتها العادية بسبب انخفاض صادرات الحبوب وارتفاع واردات المنطقة من الأغذية ، باستثناء سنة 1961 – 1962 . 

ثم انتقل المؤتمرون الى مراجعة الاجراءات التي اتخذتها المنظمة . وهذه الاجراءات هي التالية :

أ – المساعدات التي قدمت لحكومات المنطقة للانماء الاقليمي .

ب – تنظيم التشاور بين دول المنطقة حول بعض قضايا الانماء في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط .

ج – اجراء دراسات اقليمية مشتركة بين المنظمة والحكومات .

وبعد مناقشة هذه المواضيع ، طرحت قضية التعداد الزراعي وضرورته . فراجع المؤتمرون ما تم في هذا الشأن في دول المنطقة ، وشددوا على أهمية اجراء هذا التعداد ، ثم تعرضوا لبحث امكانات السوق الدولية في المدى الطويل بالنسبة لبعض المنتجات الزراعية التي تنتجها المنطقة،  كما بحثوا البرنامج الدولي للاغذية ومواضيع اخرى تتعلق بالزراعة والأسماك وسواها . 

توصيات المؤتمر 

 صدر التقرير العام للمؤتمر متضمناً التوصيات التالية :  

1 – في حقل الاحصاء الزراعي العام ، وهو يتضمن التوصيات التالية :  

أ – أوصى المؤتمر بالاستفادة من المعلومات التي حصلت عليها الدول التي باشرت عملها في هذا الحقل منذ عام 1960 ودعوة الدول التي لم تشارك بعد الى المساهمة ، ضمن نطاق برنامج المنظمة ، واعتماد المساعدة الفنية التي يقدمها خبراء المنظمة .

ب – أوصى المؤتمر بتنظيم دورات تجريبية لتحليل هذه الاحصاءات عن الانتاج الزراعي واستهلاك المواد الغذائية وتحليلها . وطلب تخصيص مركز اضافي للاحصاء لمنظمة الشرق الادنى في موازنة عام 1964 – 1965 . 

2 – في ما يتعلق بمشروع الصندوق الخاص للامم المتحدة لانشاء معهد الابحاث والتوجيه :  

أ – أوصى التقرير بمتابعة الجهود لدرس هذا المشروع واقراره من قبل الصندوق الخاص .

ب – أوصى المؤتمر الحكومات بتشجيع الابحاث في بلادها في سبيل استخدام الارض استعمالاً جيداً لزيادة الانتاج . 

3 – أوصى المؤتمر المدير العام للمنظمة بوضع تصميم معهد للابحاث والدروس المتعلقة بالمعدات الزراعية ، وأخذ طلب الباكستان بانشاء هذا المعهد في بلادها بعين الاعتبار . وكذلك اوصى باقامة دورة تدريبة في تلك البلاد لدرس استثمار مياه الري والتخلص من المياه المالحة . 

4 – أوصى بالعمل على تعزيز طرق صيد الاسماك وتنطيمها بواسطة الخبراء والفنيين وحسب الاحصاءات ، وكذلك طرق توضيب الاسماك والاتجار بها . 

5 – أوصى المؤتمر، بشأن تصاميم الانماء الزراعي ، بانشاء منظمات وطنية لدرس هذه التصاميم وتنفيذها بواسطة اقتصاديين اخصائيين ، وانشاء معهد للتصميم الزراعي للشرق الاوسط في دمشق من مال الصندوق الخاص لتدريب المرشدين . 

6 – اوصى المؤتمرون بدرس امكانية انشاء مصلحة اقليمية للاستعلامات في ما يتعلق يالتجارة لنشر المعلومات اليومية عن اسواق دول المنطقة . 

7 – اوصى المؤتمرون الدول بتعزيز حماية الصحة الحيوانية بتبادل المعلومات حول الامراض ، وبتنظيم تجارة الانتاج الحيواني . كما اوصى بدرس امكان اصدار نشرة منتظمة تصدر عن معهد الصحة الحيواني الذي انشيء في لبنان لاحاطة بلدان المنظمة بالابحاث والنتائج التي يصل اليها حول اللقاحات وغيرها . 

8 – أوصى المؤتمر باجراء احصاء وطني لحاجات البلدان الى الاخشاب واجراء تجارب لتعيين الوسائل الفعالة لتخيف اضرار الماعز . واوصى كذلك بتنظيم مؤتمر لدراسة انماء صناعة الورق في منطقة الشرق الاوسط . 

9 – توصية الدول الاعضاء بتنمية الاعمال العائدة لجمع المعلومات حول الاستهلاك والوضع الغذائي الحالي في سبيل وضع برامج غذائية واقتصادية واجتماعية شاملة ضمن برامج الحملة ضد الجوع .