إبن القرية: اعرابي أمِّي

 

أول من قال: لكل جواد كبوة. وابن القِرِيَّة هو أيوب ابن القِرِيَّة وهي أمه، واسم أبيه يزيد بن قيس. أعرابي أمّي، فصيح مفوه. برع في الخطابة حتى صار يضرب المثل به؛ فيقال: أبلغ من ابن القِرِّية. وقد شهد له بالتفوق في الفصاحة والخطابة علماء كبار، منهم الأصمعي. وكانت له درر عن الخيل العربية، فقد وصف يوما فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ، أسيل الخد، يسبق الطرف، ويستغرق الوصف (أي يجمع كل الأوصاف الحسنة.).

 

عاش ابن القِرِيَّة في زمان الحجاج، وحدث أن تعكرت علاقته بالحجاج لأمر ما. فعمل ابن القِرِيَّة على تلطيف الأجواء، ودار بينهما نقاش كثير، فقال فيما قال للحجاج: إن رأيت أن تأذن لي بكلمات أتكلم بهن يكنً بعدي مثلاً، قال: هاتهن، قال:

 

 أيها الأمير: لكل جواد كبوة، ولكل شجاع نبوة، ولكل حليم هفوةولكل كريم صبوة .

 

ثم أنشد قائلاً:


أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي               فكل جواد لا محالةً يعثر
لعمري لقد حذرتني ونعيتني                 وبصرتني لو أنني كنت أبصر
ليالي سهامي في اليدين صحيحة               ألا كل سهم مرةً يتكسر
وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله             تجاوزه عن مذنب حين يقدر