القصور الصحراوية

تتجسد معالم الحضارات السالفة في القصور والقلاع والأبراج والحمامات القديمة والمحميات الزراعية وخانات القوافل والقصور الحصينة التي يطلق عليها اسم قصور البادية، التي تزخر بها البادية الشرقية والمناطق الجبلية الوسطى. وتنقسم القصور الصحراوية إلى نوعين، فمنها ما كان يستخدم للإقامة والمنامة للمشاركين في رحلات الصيد التي كان يقوم بها الخلفاء الأمويون، ومنها ما كان يستخدم كمقر لخدمة قوافل التجارة وحمايتها أثناء استراحتها على الطريق الطويل .

تضم قصور البادية معالم يتمثل فيها التاريخ بكل تفاصيله، ومن أهم هذه القصور: قصير عمرة الأموي الذي يعتبر تحفة فنية معمارية إسلامية نادرة في قلب الصحراء، ويشتهر بقبته الرائعة وزخارفه الجميلة، والرسوم المشغولة بطريقة الفريسكو التي تمثل مشاهد من رحلات الصيد والحيوانات التي وجدت في المنطقة في تلك الحقبة، ومنها الأسود والنمور والغزلان والنعام . وعلى جدران هذا القصير أيضا رسوم لملوك الأرض. ويبدو سقف قبة القصير التي تغطي حمام الماء الساخن وكأنه قطعة من السماء تظهر فيها
الأبراج السماوية المرسومة بمهارة فائقة . وفي ساحة القصير هناك بئر ماء كان يتم رفع الماء منها بواسطة ساقية قديمة ، وكان الماء ينساب في الممرات الفخارية تحت أرضية القصير لتدفئة البناء وفق نظام يشبه نظام التدفئة المركزية المعمول به حاليا.

أما قصر الخرانة الذي يقع على بعد 65 كيلومتراً شرقي
عمان فهو من أهم الآثار الأموية المصانة حتى الآن، ويتكون من 61 غرفة في طابقين من البناء الذي يتميز بهندسته المعمارية التي تجعله شبيها بالقلعة، ويقوم في كل زاوية من زواياه برج دائري، وآخر نصف دائري يقع بين كل زاويتين .

يقع قصر الحلابات على بعد 25 كيلومتراً من مدينة الزرقاء، وتدل الشواهد الأثرية على أن أصل بنائه كان نبطياً، أما آثاره الظاهرة فتعود إلى العصر الروماني، حيث بنيت مع قلاع أخرى لضمان حماية الطرق الشرقية . أما قصر المشتى القريب من مطار الملكة علياء الدولي في عمان، فهو قصر فسيح يتميز بالعقود والقناطر. وعلي بعد 95 كيلومتراً من عمان يقع قصر الطوبة، وهو قصر ضخم أنشئ من الآجر المشوي بالنار.

في المنطقة الشرقية تقع قلعة الأزرق التي تعود إلى عهد الرومان ، وهي مبنية بالكامل من الحجر البازلتي الأسود، وتطل أسوارها على واحة الأزرق التي كانت فيما مضى محطة رئيسة للقوافل . أما قلعة الكرك فقد أنشئت على الدرب السلطاني الذي يمر عبر جنوب الأردن، وقد بناها الصليبيون وحررها صلاح الدين ووسعها المماليك، وهي مرتبطة تاريخياً بالحروب الصليبية، وتقع في قلب مدينة الكرك . وكذلك قلعة الشوبك فإنها تعود إلى ذات الفترة التاريخية، وكان يسميها الصليبيون مونتريال أي الجبل الملكي. وفي القلعتين الكثير من الأروقة والسراديب ، وأبراج الاستحكامات ، التي تدل على طراز الفنون الحربية في القرون الوسطى.