أخبار ابن عباد

نسبه وكنيته وصاعته

هو محمد بن عباد، مولى بني مخزوم، وقيل: إنه مولى بني جمح، ويكنى أبا جعفر. مكي، من كبراء المغنين من الطبقة الثاينة منهم. وقد ذكره يونس الكاتب فيمن أخذ عنه الغناء، متقن الصنعة كثيرها. وكان أبوه من كتاب الديوان بمكة، فلذلك قيل ابن عباد الكاتب.


أخبرني إسماعيل بن يونس فال حدثنا عمر بن شبة عن إسحاق، وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن عثمان بن حفحص الثقفي عن أبي خالد الكناني عن ابن عباد الكاتب قال: والله إني لأمشي بأعلى مكة في الشعب ، إذ أنا بمالك على حمار له ومعه فتيان من أهل المدينة، فظننت أنهم قالوا له: هذا ابن عباد، فمال إلي فملت إليه، فقال لي: أنت ابن عباد. قلت: نعم، قال: مل معي هاهنا، ففعلت؟ فأدخلني شعب ابن عامر ثم أدخلني دهليز ابن عامر وقال: غنني، فقلت: أغنيك هكذا وأنت مالك، وقد كان يبلغني أنه يثلب أهل مكة ويتعصب عليهم فقال: بالله إلا غنيتني صوتاً من صنعتك. فاندفعت فغنيته:

ألاياصاحبـي قـفـا قـلـيلاً

 

على زبع تقادم بـالـمـنـيف

فأمست دارهم شحطت وبانـت

 

وأضحى القلب يخفق ذا وجيف

وما غنيته إياه إلا على احتشام. فلما فرغت نظر إلي وقال لي: قد والله أحسنت ولكن حلقك كأنه حلق زانية. فقلت: أما إذ أفلت منك بهذا فقد أفلت. وهذا اللحن من صدور غناء ابن عباد. ولحنه من الثقيل الثاني بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.


وفاته ببغداد: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى وعيسى بن الحسين قالا حدثنا أبو أيوب المديني قال حدثني جماعة من أهل العلم: أن ابن عباد الكاتب توفني ببغداد في الدولة العباسية ودفن بباب حرب. وقال أبو أيوب: أظنه فيمن قدم من مغني الحجار على المهدي.


من المائة المختارة

 

ياطلـلاً غـيره بـعـدي

 

صوب ربيع صادق الرعد

أراك بعدالأنس ذا وحـشة

 

لست كما كنت على العهد

مالي أبكي طللاً كـلـمـا

 

ساءلته عي عـن الـرد

كان به ذوغـنـج أهـيف

 

أحورمطبوع على الصـد

لم يسم أبو أحمد قائل هذا الشعر. والغناء ليحيى المكي، ولحنه المختار من الهزج بالوسطى.