أخبار الحسين بن عبد الله

شعره في عابدة قبل زواجه بها: قد تقدم نسبه، وهو أشهر من أن يعاد. ويكنى أبا عبد الله. وكان من فتيان بني هاشم وظرفائهم وشعرائهم. وقد روى الحديث وحمل عنه، وله شعر صالح. وهذه الأبيات يقولها في زوجته عابدة بنت شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهي أخت عمرو ابن شعيب لذى يروى عنه الحديث. وفيها يقول قبل أن يتزوجها: صوت:

أعاذل إن الحب لا شك قـاتـلـي

 

لئن لم تقارضني هوى النفس عابده

أعابد خافي الله في قتل مـسـلـمٍ

 

وجودي عليه مـرة قـط واحـده

فإن لم تريدي في أجراً ولا هـوى

 

لكم غير قتلي يا عبـيد فـراشـده

فكم ليلةٍ قد بت أرعى نجـومـهـا

 

وعبدة لا تـدري بـذلـك راقـده

الغناء لحكم الوادي، رمل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، عن إسحاق .


فمما حمل عنه من الحديث ما حدثني به أحمد بن سعيد قال حدثني محمد بن عبيد الله ابن المنادي قال حدثني يونس بن محمد قال حدثنا أبو أويس عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على حسان بن ثابت وهو في ظل فارعٍ وحوله أصحابه وجاريته سيرين تغنيه بمزهرها:

هل علي ويحكمـا

 

إن لهوت من حرج

فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " لا حرج إن شاء الله " .
وكانت أم عابدة هذه عمة حسين بن عبد الله بن عبيد الله، أمها عمرة بنت عبيد الله بن العباس، تزوجها شعيب فولدت له محمداً وشعيباً ابني شعيب وعابدة، وكان يقال لها عابدة الحسن، وعابدة الحسناء .


أخبرني الحرمي بن أبي العلاء والطوسي قالا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن يحيى قال: خطب عابدة بنت شعيبٍ بكار بن عبد الملك وحسين بن عبد الله، فامتنعت على بكار وتزوجت الحسين. فقال له بكار: كيف تزوجتك العابدة واختارتك مع فقرك؟ فقال له الحسين: أتعيرنا بالفقر وقد نحلنا الله تعالى الكوثر !.


تنكر ما بينه وبين عبد الله بن معاوية فتعاتبا بشعر: أخبرني الحرمي والطوسي قالا حدثنا الزبير بن بكار عن عمه قال: كان حسين بن عبد الله أمه أم ولدٍ، وكان يقول شيئاً من الشعر، وتزوج عابدة بنت شعيبٍ وولدت منه، وبسببها ردت على ولد عمرو بن العاص أموالهم في دولة بني العباس. وكان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر صديقاً له، ثم تنكر ما بينهما؛ فقال فيه ابن معاوية:

إن ابن عمك وابن أمك معلم شاكي السلاح

 

يقص العدو وليس ير

 

ضى حـين يبـطـش بـالــجـــراح

لا تحسبن أدى ابن عمك شرب ألبان اللقاح

 

 

بل كالشجاة ورا اللها

 

ة إذا تـســوغ بـــالـــقـــراح

فاخـتـر لـنـفـسـك مــن يجـــي

 

بك تـحـت أطـراف الـــرمـــاح

من لا يزال يســـــــــــــوءه

 

بالــغـــيب أن يلـــحـــاك لاح

فقال حسين له:

أبرق لمن يخشـى وأو

 

عد غير قومك بالسلاح

لسنـا نـقـر لـقـائلٍ

 

إلا المقرط بالصـلاح

قال: ولحسين يقول ابن معاوية:

قل لذي الود والصفاء حسينٍ

 

أقدر الود بـينـنـا قـدره

ليس للدابغ المـحـلـم بـد

 

من عتاب الأديم ذي البشره

لست إن راغ ذو إخاءٍ وودٍ

 

عن طريق بتـابـع أثـره

بل أقيم القناة والود حـتـى

 

يتبع الحق بـعـد أو يذره

كان صديقاً لابن أبي السمح ومدحه بشعر: أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن سلام قال: كان مالك بن أبي السمح الطائي المغني صديقاً للحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس ونديماً له، وكان يتغنى في أشعاره. وله يقول الحسين رحمه الله تعالى:

لا عيش إلا بمالك بن أبي السم

 

ح فلا تلـحـنـي ولا تـلـم

أبيض كالسيف أو كما يلمع ال

 

بارق في حندسٍ من الظـلـم

يصيب من لـذة الـكـريم ولا

 

يهتك حق الإسلام والـحـرم

يا رب ليلٍ لنا كـحـاشـية ال

 

برد ويومٍ كـذاك لـــم يدم

قد كنت فيه ومالك بن أبي السم

 

ح الكريم الأخلاق والـشـيم

من ليس يعصيك إن رشدت ولا

 

يجهل آي الترخيص في اللمم

قال: فقال له مالك: ولا إن غويت والله بأبي أنت وأمي أعصيك . قال وغنى مالك بهذه الأبيات بحضرة الوليد بن يزيد، فقال له: أخطأ حسين في صفتك، إنما كان ينبغي أن يقول:

أحول كالقرد أو كما يخرج ال

 

سارق في حالكٍ من الظلـم

أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال: كان الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس إذا صلى العصر دخل منزله وسمع الغناء عشيته. فأتاه قوم ذات عشية في حاجةٍ لهم فقضاها، ثم جلسوا يحدثونه. فلما أطالوا قال لهم: أتأذنون؟ فقالوا نعم. فقام في أصحاب له وهو يقول:

قوموا بنا ندرك من العيش لدةً

 

ولا إنم فيها للتقي ولا عـارا

صوت:

إن حرباً وإن صخراً أبا سف

 

يان حازا مجداً وعزاً تلـيدا

فهما وارثا العلا عن جـدودٍ

 

ورثوها آباؤهم والـجـدودا

الشعر لفضالة بن شريكٍ الأسدي من قصيدة يمدح بها يزيد بن معاوية. وبعد هذين البيتين يقول:

وحوى إرثها معاوية الـقـر

 

م وأعطى صفو التراث يزيدا

والغناء لإبراهيم بن خالد المعيطي ثقيل أول بالبنصر عن الهشامي. والله أعلم .