قسنطــينــة

هي ثالث اكبر مدن الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كم وتقع على مرتفع يبلغ نحو 534 مترا فوق سطح البحر ثم تنحدر نحو المتوسط وبالقرب منها جبال الاطلسي، وقسنطينة مدينة قديمة جدا وقد احتفلت مؤخرا بذكرى مرور 2500 عام على تأسيسها من قبل القرطاجيين ثم حكمها الرومان، وفي عهد الملك دومينوس قامت فيها ثورة عام 313م تصدى لها الملك قسطنطين الاكبر ولحقها دمار كبير فأعاد بناءها ومنذ ذلك الحين تعرف باسمه وكانت قبل ذلك تحت حكم النوميديين وعرفت باسم «سرتا» وتشتهر قسنطينة بجسورها المعلقة وبالمزارع المحيطة بها وتزدهر فيها صناعة الآليات وبخاصة الجرارات الزراعية والمنسوجات والصناعات الجلدية. 

وتبرز قسنطينة باعتبارها مركزا لدور العلم وتعليم القرآن الكريم وتخرج منها علماء ومفكرون اسلاميون بارزون منهم عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين وتزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية ومنها الجامع الكبير الذي يعود بناؤه الى القرن الثالث عشر وضريح سيدي راشد وفيها قصر الباي احمد الذي يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العربية الاسلامية وفيها حمام سيدي مير للمياه الساخنة. اما وسط المدينة فهو بحد ذاته مقصد سياحي متميز الى جانب كونه ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة. 

ومما يشار اليه في قسنطينة هو انها واحدة من مراكز الموسيقى الاندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهية بالاضافة الى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم «القندورة» والذي يمكن مشاهدة الحرفييين وهم يقومون به في دكاكينهم في اسواق المدينة القديمة.