غـردايـة

تقع مدينة غرداية بعد مدينتي العطف ومليكة حيث أسسها الأباضية في القرن الحادي عشر الميلادي وذلك في العام 1053م وتبعد عن العاصمة الجزائرية 600 كلم جنوبا. 

وعلى غرار جميع قرى وادي ميزاب يحاط قصرا مليكة وغرداية بسور يعلو كل واحد منهما مسجد يهيمن ويشرف على الحياة الروحية والاجتماعية في المدينة، كما نجد المنازل مشيدة حول المسجد بشكل هرمي بحيث توفر لكل منزل الحرية وتراعي في هندستها حقوق الجار والمنافع العامة للسكان. وقد تم بناؤها بمواد محلية. وقد أدرجت بلدية غرداية ضمن المعالم التاريخية العالمية من جانب منظمة اليونيسكو عام 1982م. ومن اهم هذه المعالم، المسجد الكبير الذي تعلوه مئذنة بها 114 درجة صعود بعدد سور القرآن الكريم، وساحة السوق القديم التي تسمى الرحبة وسط القصر القديم، والسوق الكبير الذي يسمى ايضا ساحة النصر حيث يتم فيه البيع بالمزاد العلني والذي يكتظ بالحركة يوم الجمعة، ومسجد الشيخ عمي سعيد ومقبرته.

وتتميز غرداية بحرفها التقليدية خصوصا نسيج الزرابي والفرش والسجاد المصنوع من الصوف الرفيع والبسط والمخدات ذات الرموز والاشكال البربرية المستوحاة من البيئة المحلية والألبسة العائلية التقليدية، اضافة الى حرفة صناعة النحاس من حلي وأطباق.

وتتوزع 100 الف شجرة نخيل على مساحة لا تتعدى 590 كلم مربعا تتضمن 24 صنفا أجودها دقلة نور وأتقباله، ومن ضمن الزراعات التي نجحت في المنطقة الفول السوداني والقطن والفراولة.

ويعتبر مناخ غرداية جافا نظرا لوقوعها في عمق الصحراء وتتفاوت حرارتها بين الليل والنهار وبين فصلي الشتاء والصيف اذ تتراوح شتاء ما بين درجة واحدة و 25 وفي الصيف ما بين 18 و 48 درجة، ويحدث في فصل الشتاء ان تنخفض الحرارة الى ما دون الصفر خصوصا في الليل.