أخبار الأضبط ونسبه

كان الأضبط مفركاً

أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني عبد الله بن طاهر قال: قال أبو محلم: أخبرني ضرار بن عيينة أحد بني عبد شمس قال: كان الأضبط بن قريع مفركاً وكان إذا لقي في الحرب تقدم أمام الصف ثم قال:

أنا الذي تفركه حلائله ألا فتى معشقٌ أنازله!

قال: فاجتمع نساؤه ذات ليلة يسمرن فتعاقدن على أن يصدقن الخبر عن فرك الأضبط فأجمعن أن ذلك لأنه بارد الكمرة فقالت لإحداهن خالتها: أتعجز إحداكن إذا كانت ليلته منها أن تسخن كمرته بشيء من دهن فلما سمع قولها صاح: يا آل عوف يا آل عوف فثار الناس وظنوا أنه قد أتي فقال: أوصيكم بأن تسخنوا الكمرة فإنه لا حظوة لبارد الكمرة فانصرفوا يضحكون وقالوا: تباً لك ألهذا دعوتنا!.

شعره فيمن خالفوه

قال أبو محلم: كانت أم الأضبط عجيبة بنت دارم بن مالك بن حنظلة وخالته الطموح بنت دارم أم جشم وعبشمس ابني كعب بن سعد فحارب بنو الطموح قوماً من بني سعد فجعل الأضبط يدس إليهم الخليل والسلاح ولا يصرح بنصرتهم خوفاً من أن يتحزب قومه حزبين معه وعليه وكان يشير عليهم بالرأي فإذا أبرمه نقضوه وخالفوا عليه وأوره مع ذلك أنهم على رأيه فقال في ذلك:

لكل هم من الهموم سعه والمسي والصبح لا فـلاح مـعـه

لا تحقرن الفقير علك أن تركع يوماً والدهـر قـد رفـعـه

وصل حبال البعيد إن وصل الحب ل وأقص القريب إن قطعه

قد يجمع المال غير آكله ويأكل المال غير مـن جـمـعـه

ما بال من غيه مصيبك لا يملك شـيئاً مـن أمـره وزعـه

حتى إذا ما انجلت غوايته أقبل يلـحـى وغـيه فـجـعـه

أذود عن نفسه ويخدعني يا قوم من عاذري من الـخـدعـه

فاقبل من الدهر ما أتاك به من قر عيناً بعـيشـه نـفـعـه

نشوز امرأته عليه وشعره في ذلك

كان الأضبط بن قريع قد تزوج امرأة على مال ووصيفة فنشزت عليه ففارقها ولم يعطها ما كان ضمن لها فلما احتملت أنشأ يقول:

ألم ترها بانت بغير وصيفةٍ إذا ما الغواني صاحبتها الوصائف

ولكنها بانت شموسٌ بزية منعمة الأخلاق حـدبـاء شـارف

لو أن رسول اللهو سلم واقفاً عليها لرامت وصله وهو واقف

أبو عبيدة وخلف لا يعرفان إلا بيتاً وعجز بيت من قصيدة له أخبرنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي سعيد قال: حدثنا الجماز قال: أنشدت أبا عبيدة وخلفاً الأحمر شعر الأضبط:

وصل حبال البعيد إن وصل الحب ل وأقص القريب إن قطعه

فما عرفا منه إلا بيتاً وعجز بيت فالبيت الذي عرفاه: فاقبل من الدهر ما أتاك به.....................
والعجز: يا قوم من عاذري من الخدعه والخدعة: قوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم.

صوت

وما أنا في أمري ولا في خصومتي بمهتضمٍ حقي ولا قارع سني

ولا مسلم مولاي عند جنايةٍ ولا خائفٍ مولاي من شر ما أجنـي

الشعر لأعشى بني ربيعة والغناء لإبراهيم ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو.