هو فيما ذكر ابن حبيب عن ابن الأعرابي، وأبو نصر أحمد بن حاتم عن الأصمعي وأبي عمرو الشيباني وأبي فروة العكلي: عبدة بن الطبيب، والطبيب اسمه يزيد بن عمبو بن وعلة بن أنس بن عبد الله بن عبد تيم بن جشم بن عبد شمس. ويقال: عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وقال ابن حبيب خاصة: وقد أخبرني أبو عبيدة قال: تميم كلها كانت في الجاهلية يقال لها: عبد تيم، وتيم: صنم كان لهم يعبدونه.
كان شاعراً مجيداً ليس بالمكثر: وعبدة شاعر مجيد ليس بالمكثر، وهو مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم، وكان في جيش النعمان بن المقرن الذين حاربوا معه الفرس بالمدائن. وقد ذكر ذلك في قصيدته التي أولها:
هل حـبـل خـولة بـعـد الـهـجـر مـوصـــول |
|
أم أنـت عـنـهـا بـعـيد الـدار مـشــغـــول؟ |
|||
حلت خويلة في دار مجاورةأهل المدينة فيها الديك والفيل |
|
|
|||
يقارعون رؤوس العجم ضاحية |
|
منهم فوارس لا عزل ولا ميل |
|
||
أرثى بيت قالته العرب من شعره: أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثني عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: أرثى بيت قالته العرب قول عبدة بن الطيب:
فما كان قيس هلكه هلك واحد |
|
ولكنه بنيان قـوم تـهـدمـا |
وتمام هذه الأبيات: أنشدناه علي بن سليمان الأخفش عن السكري والمبرد والأحول لعبدة يرثي قيساً:
عليك سلام الله قيس بن عاصم |
|
ورحمته ما شاء أن يترحمـا |
تحية من أوليته منك نـعـمة |
|
إذا زار عن شحط بلادك سلما |
وما كان قيس هلكة هلك واحد |
|
ولكنه بنيان قـوم تـهـدمـا |
يترفع عن الهجاء: أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو عثمان الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة عن يونس قال: قال رجل لخالد بن صفوان: كان عبدة بن الطبيب لا يحسن أن يهجو، فقال: لا تقل ذاك، فوالله ما أبى من عي، ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضعة، كما يرى تركه مروءة وشرفاً، قال:
وأجرأ من رأيت بظهر غيب |
|
على عيب الرجال أولو العيبو |
عبد الملك بن مروان يروي أفضل ما ذكره في شعر له: أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن ابن الأعرابي: أن عبد الملك بن مروان قال يوماً لجلسائه: أي المناديل أشرف؟ فقال قائل منهم: مناديل مصر، كأنها غرقئ البيض. وقال آخرون: مناديل اليمن، كأنها نور الربيع. فقال عبد الملك: مناديل أخي بني سعد عبدة بن الطبيب، قال:
لما نزلنا نصبنا ظل أخـبـية |
|
وفار للقوم باللحم المراجـيل |
ورد وأشقر ما يؤنيه طابخـه |
|
ما غير الغلي منه فهو مأكول |
ثمت قمنا إلى جرد مـسـومة |
|
أعرافهن لأيدينـا مـنـاديل |
يعني بالمراجيل: المراجل، فزاد فيها الياء ضرورة.
إن الليالي أسرعت في نقضي |
|
أخذن بعضي وتركن بعضي |
حنين طولي وطوين عرضي |
|
أقعدنني من بعد طول نهض |
عروضه من الرجز، الشعر للأغلب العجلي، والغناء لعمرو بن بانة، هزّج بالبنصر.