أخبار إسماعيل القراطيسي

هو إسماعيل بن معمر الكوفي، مولى الأشاعثة، وكان مألفاً للشعراء، فكان أبو نواس وأبو العتاهية ومسلم وطبقتهم يقصدون منزله. ويجتمعون عنده، ويقصفون، ويدعو لهم القيان وغيرهن من الغلمان، ويساعدهم.
وإياه يعني أبو الهتاهية بقوله:

لقد أمسى القراطيسي

 

رئيساً في الكشاخين

وفي هذه الأبيات التي فيها الغناء يقول القراطيسي:

وقد أتاني خـبـر سـاءنـي

 

مقالها في السر واسـوأتـاه

أمثل هذا يبتغـي وصـلـنـا

 

أما يرى ذا وجهه في المراه!

أخبرني ابن عمار عن ابن مهرويه، عن علي بن عمران، قال: قال القراطيسي: قلت للعباس بن الأحنف : هل قلت في معنى قولي:

وقد أتاني خبـر سـاءنـي

 

مقالها في السر: واسوأتاه؟

قال: نعم، وأنشدني:

جارية أعجبها حسـنـهـا

 

فمثلها في الناس لم يخلـق

خبرتها أني محـب لـهـا

 

فأقبلت تضحك من منطقي

والتفتت نحو فتـاة لـهـا

 

كالرشأ الوسنان في قرطق

قالت لها: قولي لهذا الفتى:

 

انظر إلى وجهك ثم اعشق

أخبرني الحسن بن مهرويه، قال: حدثني أحمد بن بشر المرثدي، قال: مدح إسماعيل القراطيسي الفضل بن الربيع ، فحرمه فقال:

ألا قل للـذي لـم يهـد

 

ه الـلـه إلـى نـفـع

لئن أخطأت في مدحـي

 

ك ما أخطأت في منعي

لقد أحللت حـاجـاتـي

 

بواد غــير ذي زرع

أخبرني محمد بن جعفر النحوي صهر المبرد عن أبي هفان عن الجماز، قال: اجتمع يوماً أبو نواس وحسين الخليع وأبو العتاهية في الحمام وهم مخمورون، فقالوا: أين نجتمع؟ فقال القراطيسي:

ألا قـومـوا بـأجـمـعـكـــم

 

إلـى بـيت الـقـراطـيســـي

لقـد هـيا لـنـا الـــنـــزل

 

غلام فـــاره طـــوســـي

وقـد هـيا الـزجـــاجـــات

 

لنـا مـن أرض بـلــقـــيس

وألـوانـاً مــن الـــطـــير

 

وألـوانـاً مـن الـــعـــيس

وقـينـات مـن الـــحـــور

 

كأمـثــال الـــطـــواويس

فنـيكـوهــن فـــي ذاكـــم

 

وفـي طــاعة إبـــلـــيس

أبكي إذا غضبت حتـى إذا رضـيت

 

بكيت عند الرضا خوفاً من الغضب

فالويل إن رضيت والعول إن غضبت

 

إن لم يتم الرضا فالقلب في تـعـب

الشعر لأبي العبر الهاشمي، أنشدنيه الأخفش وغيره من أصحابنا، وذكره له محمد بن داود بن الجراح، والغناء لعلية بنت المهدي ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشامي.