أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه

أبان بن عبد الحميد بن لاحق عن عفير مولى بني رقاش، قال أبو عبيدة: بنو رقاش ثلاثة نفر ينسبون إلى أمهم، واسمها رقاش، وهم: مالك، وزيد مناة، وعامر، بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.


أخبرني عمي: قال: حدثنا الحسين بن عليل العنزي؛ قال: حدثني أحمد بن مهران مولى البرامكة: قال: شكا مروان بن أبي حفصة إلى بعض إخوانه تغير الرشيد عليه وإمساك يده عنه، فقال له: ويحك! أتشكو الرشيد بعد ما أعطاك؟ قال: أو تعجب من ذلك؟ هذا أبان الللاحقي، قد أخذ من البرامكة بقصيدة قالها واحدة مثل ما أخذته من الرشيد في دهري كله، سوى ما أخذه منهم ومن أشباههم بعدها، وكان أبان نقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة، فجعله شعراً، ليسهل حفظه عليهم، وهو معروف، أوله:

هذا كتاب أدب ومـحـنـه

 

وهو الذي يدعى كليلة ودمنة

فيه احتـيالات وفـيه رشـد

 

وهو كتاب وضعته الهـنـد

فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار، ولم يعطه جعفر شيئاً، وقال: ألا يكفيك أن أحفظه فأكون روايتك؟ وعمل أيضاً القصيدة التي ذكر فيها مبدأ الخلق وأمر الدنيا وشيئاً من المنطق، وسماها ذات الحلل، ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان.


أخبرني محمد بن جعفر النحوي صهر المبرد: قال: حدثنا أبو هفان: قال: حدثني الحماز، قال: كان يحيى بن خالد البرمكي قد جعل امتحان الشعراء وترتيبهم في الجوائز إلى أبان بن عبد الحميد، فلم يرض أبو نواس المرتبة التي جعله فيها أبان، فقال يهجوه بذلك:

جالست يوماً أبانا

 

لا در در أبان

حتى إذا ما صلاة الأ

 

ولـى دنـت لأوان

فقام ثـم بـهـا ذو

 

فصـاحة وبــيان

فكلما قال قـلـنـا

 

إلى انقضاء الأذان

فقال: كيف شهدتـم

 

بذا بـغـير عـيان

لا أشهد الدهر حتى

 

تعاين الـعـينـان

فقلت: سبحان ربـي

 

فقال: سبحان ماني

فقال أبان يجيبه:

إن يكن هذا النواسي

 

بلا ذنب هجـانـا

فلقد نكنـاه حـينـاً

 

وصفعناه زمـانـا

هانئ الجربي أبـوه

 

زاده الله هـوانـا

سائل العباس واسمع

 

فيه من أمك شانـا

عجنوا من جلنـار

 

ليكيدوك عجـانـا

جلنار أم أبي نواس، وتزوجها العباس بعد أبيه.


أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي: قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد: قال: كان أبان اللاحقي صديقاً للعذل بن غيلان، وكانا مع صداقتهما يتعابثان بالهجاء، فيهجوه المعذل بالكفر وينسبه إلى الشؤم، ويهجوه أبان، وينسبه إلى الفساء الذي تهجى به عبد القيس، وبالقصر - وكان المعذل قصيراً- فسعى في الصلاح بينهما أبو عيينة المهلبي، فقال له أخوه عبد الله - وهو أسن منه-: يا أخي إن في هذين شراً كثيراً ولا بد من أن يخرجاه، فدعهما؛ ليكون شرهما بينهما، وإلا فرقاه على الناس، فقال أبان يهجو المعذل:

أحاجيكم ما قوس لحم سـهـامـهـا

 

من الريح لم توصل بقد ولا عـقـب

وليست بشريان وليست بـشـوحـط

 

وليست بنبع لا وليست من الغـرب

ألا تلك قوس الدحـدحـي مـعـذل

 

بها صار عبدياً وتم لـه الـنـسـب

تصك خياشـيم الأنـوف تـعـمـداً

 

وإن كان راميها يريد بها العـقـب

فإن تفتخر يوماً تـمـيم بـحـاجـب

 

وبالقوس مضموناً لكسرى بها العرب

فحي ابن عمرو فاخرون بـقـوسـه

 

وأسهمه حتى يغلـب مـن غـلـب

قال أبو قلابة: فقال المعذل في جواب ذلك:

رأيت أباناً يوم فطـر مـصـلـياً

 

فقسم فكري واستفزني الطـرب

وكيف يصلي مظلم القلـب، دينـه

 

على دين ماني إن ذاك من العجب

أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدثنا عون بن محمد الكندي: قال: كان لأبي النضير حوار يغنين، ويخرجن إلى جلة أهل البصرة، وكان أبان بن عبد الحميد يهجوه بذلك، فمن ذلك قوله:

غضب الأحمق إذ مازحتـه

 

كيف لو كنا ذكرنا الممرغة

أو ذكرنـا أنـه لاعـبـهـا

 

لعبة الجد بمزح الـدغـدغة

سود الله بخـمـس وجـهـه

 

دغن أمثال طين الـردغـه

خنفساوان وبنـتـاً جـعـل

 

والتي تفتر عنـهـا وزغـه

يكسر الشعر وإن عاتـبـتـه

 

في مجال قال: هذا في اللغة

وأنشدني عمي: قال: أنشدني الكراني: قال: أنشدني أبو إسماعيل اللاحقي لجده أبان في هجاء أبي النضير، وأخبرني الصولي أنه وجدها بخط الكراني :

إذا قامت بـواكـيك

 

وقد هتكن أستـارك

أيثنين علـى قـبـر

 

ك أم يلعن أحجارك؟

وما تترك في الدنـيا

 

إذا زرت غداً نارك؟

ترى في سقر المثوى

 

وإبليس غداً حـارك

لمن تتـرك زقـيك

 

ودنـيك وأوتـارك

وخمساً من بنات اللي

 

ل قد ألبسن أطمارك

تعالى الله ما أقـبـح

 

إذ ولـيت أدبـارك

وقال فيه أيضاً:

قيان أبي النضير مثلـجـات

 

غناء مثل شعر أبي النضير

فلا همدان حين نصيف نبغي

 

ولا الماهين أيام الحـرور

ولا نبغي بقرميسين روحـاً

 

ولا نبلي البغال من المسير

فإن رمت الغناء لديه فاصبر

 

إذا ما جئته للـرمـهـرير

أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدثنا أبو خليفة وأبو ذكوان والحسن بن علي النهدي: قالوا: كان المعذل بن غيلان المهري يجالس عيسى بن جعفر بن المنصور، وهو يلي حينئذ إمارة البصرة من قبل الرشيد، فوهب للمعذل بن غيلان له بيضة عنبر وزنها أربعة أرطال، فقال: أبان بن عبد الحميد:  

أصلحك الله وقد أصلـحـا

 

إني لا آلوك أن أنصحـا

علام تعطي منوي عنبـر

 

وأحسب الخازن قد أرجحا

من ليس من قرد ولا كلبة

 

أبهى ولا أحلى ولا أملحا

رسول يأجوج أتى عنهـم

 

يخبر أن الروم قد أقبحـا

ما بين رجليه إلى رأسـه

 

شبر فلا شب ولا أفلحـا

أخبرني الصولي: قال: حدثنا أبو العيناء: قال: حدثني الحرمازي: قال: خرج أبان بن عبد الحميد من البصرة طالباً للاتصال بالبرامكة، وكان الفضل بن يحيى غائباً، فقصده، فأقام ببابه مدة مديدة لا يصل إليه فتوسل إلى من وصل له شعراً إليه، وقيل: إنه توسل إلى بعض بني هاشم ممن شخص مع الفضل، وقال له:

يا غزير الندى ويا جوهر الجـو

 

هر من آل هاشم بالـبـطـاح

إن ظني وليس يخلـف ظـنـي

 

بك في حاجتي سبيل النـجـاح

إن من دونها لمصـمـت بـاب

 

أنت من دون قفله مفـتـاحـي

تاقت النفس يا خليل الـسـمـاح

 

نحو بحر الندى مجاري الـرياح

ثم فكرت كيف لي واستخرت الل

 

ه عند الإمـسـاء والإصـبـاح

وامتدحت الأمير أصلحه الـلـه

 

بشعـر مـشـهـر الأوضـاح

فقال: هات مديحك، فأعطاه شعراً في الفضل في هذا الوزن وقافيته:

أنا من بغية الأمير وكـنـز

 

من كنوز الأمير ذو أربـاح

كاتب حاسب خطـيب أديب

 

ناصح زائد على النصـاح

شاعر مفلق أخف من الريش

 

ة مما يكون تحت الجنـاح

وهي طويلة جداً يقول فيها:

إن دعاني الأمير عاين مني

 

شمرياً كالبلبل الـصـياح

قال: فدعا به، ووصله، ثم خص بالفضل، وقدم معه، فقرب من قلب يحيى بن خالد وصار صاحب الجماعة وزمام أمرهم.
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي: قال: حدثني علي بن محمد النوفلي: أن أبان بن عبد الحميد عاتب البرامكة على تركهم إيصاله إلى الرشيد وإيصال مديحه إليه، فقالوا له: وما تريد من ذلك؟ فقال: أريد أن أحظى منه بمثل ما يحظى به مروان بن أبي حفصة، فقالوا له: إن لمروان مذهباً في هجاء آل أبي طالب وذمهم، به يحظى وعليه يعطى، فاسلكه حتى نفعل، قال: لا أستحل ذلك، قالوا: فما تصنع؟ لا يجيء طلب الدنيا إلا بما لا يحل، فقال أبان:

نشدت بحق الله من كان مـسـلـمـاً

 

أعم بما قد قلته العـجـم والـعـرب

أعـم رسـول الـلـه أقـرب زلـفة

 

لديه أم ابن العم في رتبة الـنـسـب

وأيهـمـا أولـى بـه وبـعـهــده

 

ومن ذا له حق التراث يمـا وجـب!

فإن كان عـبـاس أحـق بـتـلـكـم

 

وكان علي بعد ذاك عـلـى سـبـب

فأبـنـاء عـبـاس هـم يرثـونــه

 

كما العم لابن العم في الإرث قد حجب

وهي طويلة، قد تركت ذكرها لما فيه، فقال الفضل: ما يرد على أمير المؤمنين اليوم أعجب من أبياتك، فركب فأنشدها الرشيد، فأمر لأبان بعشرين ألف درهم، ثم اتصلت بعد ذلك خدمته الرشيد، وخص به.


أخبرنا أبو العباس بن عمار عن أبي العيناء عن أبي العباس بن رستم: قال: دخلت مع أبان بن عبد الحميد على عنان جارية الناطفي، وهي في خيش، فقال لها أبان:

العيش في الصيف خيش

فقالت مسرعة:

إذ لا قتال وجيش

فأنشدتها أنا لجرير قوله:

طللت أواري صاحبي صبابتي

 

وهل علقتني من أهواك علوق

فقالت مسرعة:

إذا عقل الخوف اللسان تكلمت

 

بأسراره عين عليه نطـوق

أخبرني الصولي: قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل عن عبد الله ابن محمد بن عثمان بن لاحق: قال: أولم محمد بن خالد، فدعا أبان بن عبد الحميد والعتبي، وعبيد الله بن عمرو، وسهل بن عبد الحميد، والحكم بن قنبر، فاحتبس عنهم الغداء، فجاء محمد بن خالد فوقف على الباب فقال: ألكم أعزكم الله حاجة؟ يمازحهم بذلك، فقال أبان:

حاجتنا فاعجل علينا بهـا

 

من الحشاوي كل طردين

فقال ابن قنبر بعد ذلك:

ومن خبيص قد حكت عاشقاً

 

صفرتـه زين بـتـلـوين

فقال عبيد بن عمرو:

وأتبعوا ذاك بأبية

 

فإنكم آبين آبين

فقـال سـهـــل:

 

دعنا من الشعر وأوصافه

 

واعجل علينا بالأخاوين

         

فأحضر الغداء، وخلع عليهم ووصلهم.
أخبرني الصولي: قال: حدثنا محمد بن زياد: قال: حدثني أبان بن سعيد الحميدي بن أبان بن عبد الحميد: قال: اشترى جار لجدي أبان غلاماً تركياً بألف دينار، وكان أبان يهواه ويخفي ذلك عن مولاه، فقال فيه:

ليتني والجاهل المغرور من غر بليت

 

نلت ممن لا أسمي

 

وهـو جــاري بـــيت بـــيت

قبـلة تـنــعـــش مـــيتـــاً

 

إنـنــي حـــي كـــمـــيت

نتـسـاقـى الـريق بـعـد الـــش

 

رب مـــن راح كـــمـــيت

لا أســـمـــيه ولـــكــــن

 

هو فـــي كـــيت كــــيت

وكان اسمه يتك.


وقال أبو الفياض سوار بن أبي شراعة: كان في جوار أبان بن عبد الحميد رجل من ثقيف يقال له محمد بن خالد، وكان عدواً لأبان، فتزوج بعمارة بنت عبد الوهاب الثقفي ، وهي أخت عبد المجيد الذي كان ابن مناذر يهواه، ورثاه، وهي مولاة جنان التي يشيب بها أبو نواس، ويقول فيها:

خرجت تشهد الزفاف جنان

 

فاستمالت بحسنها النظـاره

قال أهل العروس لما رأوها

 

ما دهانا بها سوى عمـارة

قال: وكانت موسرة، فقال أبان بن عبد الحميد يهجوه ويحذرها منه:

لما رأيت الـبـز والـشـارة

 

والفرش قد ضاقت به الحارة

واللوز والسكـر يرمـى بـه

 

من فوق ذي الدار وذي الداره

وأحضروا الملهين لم يتركـوا

 

طبلاً ولا صاحـب زمـاره

قلت: لماذا؟ قـيل أعـجـوبة

 

محـمـد زوج عـمــاره

لا عمر الـلـه بـهـا بـيتـه

 

ولا رأتـه مـدركـاً ثـاره

ماذا رأت فيه ومـاذا رجـت

 

وهي من النسوان مخـتـاره

أسود كالسفود ينسى لدى التـن

 

ور بـل مـحـراك قـياره

يجري علـى أولاده خـمـسة

 

أرغـفة كـالـريش طـياره

وأهله في الأرض من خوفـه

 

إن أفرطوا في الأكل سـياره

ويحك فري واعصي ذاك بـي

 

فهـذه أخـتـك فـــراره

إذا غفا بالليل فاستـيقـظـي

 

ثم اطفـري إنـك طـفـاره

فصـعـدت نـائلة سـلـمـاً

 

تخاف أن تصعـده الـفـاره

سرور غرتها فلا أفـلـحـت

 

فإنها الـلـغـنـاء غـرارة

لو نلت ما أبعدت من ريقـهـا

 

إن لهـا نـفـثة سـحـارة

قال: فلما بلغت قصيدته عمارة هربت فحرم الثقفي من جهتها مالاً عظيماً، قال: والثلاثة التي أولها:

فصعدت نائلة سلماً

زادها في القصيدة بعد أن هربت.


أخبرني الأخفش عن المبرد عن أبي وائلة، قال: كان أبان اللاحقي يولع بابن مناذر، ويقول له: إنما أنت شاعر في المراثي، فإذا مت فلا ترثني، فكثر ذلك من أبان عليه، حتى أغضبه، فقال فيه ابن مناذر:

غنج أبان ولين منـطـقـه

 

يخبر الناس أنه حلـقـي

داء به تعرفون كـلـكـم

 

يا آل عبد الحميد في الأفق

حتى إذا ما المساء جلـلـه

 

كان أطباؤه على الطـرق

ففرجوا عنه بعض كربتـه

 

بمسبطر مطوق العـنـق

قال: وهجاه بمثل هذه القصيدة، ولم يجبه أبان خوفاً منه، وسعي بينهما، فأمسك عنه.


أخبرني الصولي، عن محمد بن سعيد، عن عيسى بن إسماعيل قال: جلس أبان بن عبد الحميد ليلة في قوم، فثلب أبا عبيدة فقال: يقدح في الأنساب ولا نسب له. فبلغ ذلك أبا عبيدة فقال في مجلسه: لقد أغفل السلطان كل شيء حتى أغفل أخذ الجزية من أبان اللاحقي، وهو وأهله يهود، وهذه منازلهم فيها أسفار التوراة، وليس فيها مصحف، وأوضح الدلالة على يهوديتهم أن أكثرهم يدعي حفظ التوراة، ولا يحفظ من القرآن ما يصلي به، فبلغ ذلك أباناً فقال:

لا تنمن عن صـديق حـديثـاً

 

واستعذ من تسرر الـنـمـام

واخفض الصوت إن نطقت بليل

 

والتفت بالنهار قبـل الـكـلام

أخبرني أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل تينة: قال:  

كنا في مجلس أبي زيد الأنصاري، فذكروا أبان بن عبد الحميد، فقالوا: كان كافراً، فغضب أبو زيد، وقال: كان جاري، فما فقدت قرآنه في ليلة قط.


أخبرنا هاشم بن محمد الخزاعي عن دماذ: قال: كان لأبان جار، وكان يعاديه، فاعتل علة طويلة وأرجف أبان بموته، ثم صح من علته، وخرج،، فجلس على بابه، فكانت علته من السل، وكان يكنى أبا الأطول، فقال له أبان:

أبا الأطول طـولـت

 

وما ينجيك تـطـويل

بك الـســل ولا وال

 

ه ما يبرأ مسـلـول

فلا يغررك من طـب

 

ك أقـوال أبـاطـيل

أرى فيك عـلامـات

 

وللأسـبـاب تـأويل

هزالاً قد برى جـس

 

مك والمسلول مهزول

وذبـانـاً حـوالــيك

 

فموقوذ ومـقـتـول

وحمى منك في الظهر

 

فأنت الدهر مملـول

وأعلامـاً سـوى ذاك

 

تواريها الـسـراويل

ولو بالـفـيل مـمـا

 

بك عشر ما نجا الفيل

فما هذا علـى فـيك

 

قلاع أم دمـامــيل

ومازال مـنـاجـيك

 

يولي وهو مبـلـول

لئن كان من الجـوف

 

لقد سال بك الـنـيل

وذا داء يزجــــيك

 

فلا قـال ولا قــيل

فلما أنشده هذا الشعر أرعد، واضطرب، ودخل منزله، فما خرج منه بعد ذلك، حتى مات.

ما تزال الديار في برقة الـن

 

جد لسعدى بقرقري تبكينـي

قد تحيلت كي أرى وجه سعدى

 

فإذا كـل حـيلة تـعـيينـي

قلت لما وقفت في سدة الـبـا

 

ب لسعدى مقالة المسـكـين

افعلي بي يا ربة الخدر خـيراً

 

ومن الماء شربة فاسقـينـي

قالت: الماء في الركي كثـير

 

قلت: ماء الركي لا يروينـي

طرحت دوني الستور وقالت:

 

كل يوم بـعـلة تـأتـينـي

الشعر لتويت اليمامي، والغناء لأبي زكار الأعمى، رمل بالوسطى، ابتداؤه نشيد من رواية الهشامي.