أخبار مرة ونسبه

هو مرة بن عبد الله بن هليل بن يسار: أحد بني هلال بن عاصم بن نصر بن مازن بن خزيمة بن نهد، وليلى هذه من رهطه، يقال لها بنت زهير بن يزيد بن خالد بن عمرو بن سلمة.


نسخت خبرها من كتاب ابن أبي السري قال: حدثني ابن الكلبي عن أبيه قال: كانت امرأة من بني نهد، يقال لها: ليلى بنت زهير بن يزيد، وكان لها ابن عم يقال له مرة بن عبد الله بن هليل يهواها، واشتد شغفه بها فخطبها، وأبوا أن يزوجوه، وكان لا يخطبها غيره إلا هجاه، فخطبها رجل من بني نهشل، يقال له: إران، فقال مرة يهجوه:

وما كنت أخشى أن تصير بمرة

 

من الدهر ليلـى زوجة لإران

لمن ليس ذا لب ولا ذا حفيظة

 

لعرس ولا ذا منطـق وبـيان

لقد بليت ليلى بـشـر بـلـية

 

وقد أنزلت ليلى بدار هـوان

قال: فتزوجها المنجاب بن عبد الله بن مسروق بن سلمة ين سعد، من بني زوي بن مالك بن نهد، فخرج إلى البعث براذان، وهي إذ ذاك مسلحة لأهل الكوفة، فخرج بها معه، فماتت براذان ودفنت هناك، فقدم رجلان من بجيلة من مكتبهما براذان من بني نهد، وكانت بجيلة جيران بني نهد بالكوفة، فمرا على مجلسهم، فسألوهما عمن براذان من بني نهد، فأخبراهما بسلامتهم، ونعيا إليهم ليلى ومرة في القوم فأنشأ يقول:

أيا ناعيي ليلى أما كان واحـد

 

من الناس ينعاها إلي سواكما

ويا ناعيي ليلى ألم نك جـيرة

 

عليكم لها حق فألا نهاكـمـا

ويا ناعيي ليلى لقد هجتما لنـا

 

تجاوب نوح في الديار كلاكما

ويا ناعيي ليلى لجلت مصـيبة

 

بنا فقد ليلى لا أمرت قواكما

ولا عشتما إلا حليفـي بـلـية

 

ولا مت حتى يشترى كفناكما

فأشمت والأيام فيهـا بـوائق

 

بموتكما إني أحب رداكـمـا

وقال فيها أيضاً:

كأنك لم تفجـع بـشـيء تـعـده

 

ولم تصطبر للنائبات من الـدهـر

ولم تر بؤساً بعد طـول غـضـارة

 

ولم ترمك الأيام من حيث لا تدري

سقي جانبي راذان والساحة الـتـي

 

بها دفنوا ليلى ملث من القـطـر

ولا زال خصب حيث حلت عظامها

 

براذان يسقى الغيث من هطل غمر

وإن لم تكلمـنـا عـظـام وهـامة

 

هناك وأصداء بقين مع الصـخـر

وقال فيها:

أيا قبر ليلى لا يبـسـت ولا تـزل

 

بلادك تسقيها من الواكـف الـديم

ويا قبر ليلى غيبت عنـك أمـهـا

 

وخالتها والناصحون ذوو الـذمـم

ويا قبر ليلى كم جمـال تـكـنـه

 

وكم ضم فيك من عفاف ومن كرم

وساق باقي الأبيات التي فيها الغناء .


وحكى الهيثم بن عدي عن شيخ من بني نهد : أن مرة كان تزوجها، وكان مكتبه براذان، وأخرجها معه، ثم ضرب عليه البعث إلى خراسان، فخلفها عند شيخ من أهل منزله هناك، وأفرد لها الشيخ داراً كانت فيها، ومضى لبعثه، ثم قدم بعد حول، فلقي فتى من أهل راذان قبل وصوله إلى دارها، فسأله عنها، فقال: أترى القبر الذي بفناء الدار؟ قال: نعم، قال: هو والله قبرها، فجاء، فأكب عليه يبكي، ويندبها، وترك مكتبه، ولزم قبرها يغدو ويرح إليه، حتى لحق بها .

بأبي أنت يا بن مـن

 

لا أسمي لبعض ما

يا شبيبة الهلال مث

 

لك في الأفق أنجما

راقب الله فـي أس

 

يرك إن كنت مسلما

الشعر لعلي بن أمية والغناء لعمر الميداني رمل طلق.