إعادة الإعمار في سوريا والعراق

موضوع ألإعمار بعد أن يَعُمَ السلام أو يسبقه كما نصف في أدناه يمكن أن يختص بكل بلدٍ على حده كما قد يكون من الحكمة ما دمنا نبدأ من خانة الصفر في البلدين موضوع بحثنا هذا أن يتىفق البلدان على مخطط مستقلٍ لكل بلد يهتم بحاجاته الداخلية على أن يترك للمخططين أن يضعوا مخططا للإعمار في المناطق المشتركة وبهذا نكون أخذنا بالإعتبار التكامل اللازم بين البلدين.

المخططات الداخلية وتشمل مخططا عاما لكل البلد ومخططات متفرعة لكل مدينة وقرية والطرق التي تربطها ومواصفاتها والطرق العامة والعابرة للبلد، أي الطرق الدولية، ومواصفاتها تربط مواقع الإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري من المدن والقرى والمدن الصناعية بحيث تؤمن سهولة حركة التصدير والإستيراد آخذين بعين الإعتبار التوسع والنمو المنتظرين للتأكد بأن البنية التي نخطط لإنشائها قادرة على تلبية الحاجات لسنين يحددها المخطط.

وطبعا يلازم كل ذلك مخططات شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي ومعالجة النفايات وشبكات الغاز وكل ما يحتاجه المستهلك وربطها كلها بمحطات تتفرّع عنها شبكات تربط البيوت والمحلات والمصانع والأسواق بالخدمات التي نبني.

أما المخططات المشتركة بين البلدين وتعتمد بالمبدأ على نوعية العلاقة بينهما وكلما كانت العلاقة أقرب كلما استدعى مخططا أوسع.

من الطبيعي أن يكون كلامنا عام فتفاصيل ما يجب أن يُدرس ويخطط تحتاج إلى زمن طويل يقوم أثناءه خبراء بوضع المخططات والتي يمكن المباشرة في بعضها قبل إنهاء الدراسات بكليتها. لتكون جاهزة عند ما تتوفر الشروط الأمنية فيُباشر بالعمل في الحال. ويجب في الواقع المباشرة بالتخطيط قبل إنتهاء الحرب بواسطة البنك الدولي أو هيئة الأمم ورعايتهما على الأقل فيما يختص بالطرق الدولية والطرق العامة وتلك التي تربط المدن كما هي في موقعها كما هو في السابق. والطبيعي أيضا إستخدام الأقمار الصناعيية للمباشرة في التخطيط العام.

كما أسلفنا في مقال سابق لا مشكلة في التمويل ومتى استقرت أجهزة الدولة يمكن إختيار المؤسسات القادرة بتأهيلها، العالمية منها والمحلية حسب حجم العمل وموضوعه، كلفة إعادة إعمار سوريا بعد أن تَكَفَّل الأسد وشركاؤه بكلفة الهدم، تتجاوز المائتي مليار دولار أميركي. لم تُجرِ أية مؤسسة دراسة لتقدير الكلف ولكن الخبراء يُصِرّون أن الكلفة قد تصل إلى الثلاثماية مليارا دولار. وبما أن العمل سيغطي كل البلد وربما إرتُؤي أن يكون كل ما يبنى يعتمد أو يستند إلى تقنيات عالية فالكلف يمكن أن تتعدى هذه الأرقام وتجعل مما يبنى أكثر فاعلية وأقل كلفة تشغيلية وبالتالي إرتفاع كلفة إعادة الإعمارتُعَوِضه كفاءة العمل وانخفاض الكلف التشغيلية.

وبعني كل ما ذكرنا أن مهجري سوريا سيعودون إلى بلدهم للمساهمة في إعماره ومساهمتهم بحد ذاتها فرصة عمل أهميتها أنها في بلد الإنسان العامل قريبا من عائلته والمحيط الذي نشأ وتربى فيه..

أيضاً ومهم جدا أن نَعي أن المحاربين ليسوا كلهم إرهابيين ولكن كلهم فقراء وبحاجة لدخل ثابت يعيلوا أنفسهم وعائلاتهم كباقي البشر في باقي أنحاء العالم وسيجدون الفرص الملائمة ويخرجوا من حمل السلاح. بعض المحاربين سيلتحقوا بجيش بلدهم وقد يكونوا أصلا تركوا الجيش لعِلّة ما. وبهذا المنظمات الإرهابية أو ما يتبقى منها سيفقد "الأوادم" من صفوفه.

وبلد فيه عمل كثير يستقطب رجال أعمال يستفيدوا من فورة إقتصادية لينشؤوا شركات تمويل وإستثمار ومصارف على أنواعها وفنادق ومطاعم ومحال تجارية ومصانع ويأتيها السواح ليروا ما حصل ولاحقا للإستمتاع بما تقدمه سوريا للسائح. نعتقد بأن سوريا، إذا ما أنتجت دولة صالحة، ستكون بلدا يُسعد مواطنيه والعاملين فيه.

الأموال ستأتي من عدة مصادر أولها البنك الدولي ومؤسسات هيئة الأمم لأن مسؤوليتها تجاه بلد مرّ بما مرّت به سوريا من حروب وخراب مسؤولية كبيرة وهي على كل حال تمول مشارع أي بلد يطلب العون لمشروع مجزي.

المصدر الثاني برأيي هو السوريون الأغنياء ومتمولي الخليج الذين يتمتعون بسيولة كبيرة ولا تجد إستثمارات مجزية كالتي ستوفرها سوريا ، البلد القريب حيث يمكن مراقبة تحرك أموالهم عن كثب، وشركات المقاولات على أنواعها العالمية والعربية والمحلية وموردوا المعدات الثقيلة ومستلزمات البناء المتعددة والدولة السورية والتي ستتمكن من الإشراف على المشاريع كافة وتمويلبعضها. حركةإعمارية تبدأ وتقوى وتستمر مع مرور الزمن واكتشاف حاجات أخرى أو سبل إعمار أفضل وتبقى حركة الإعمار عقوداً في إقتصاد مزدهر وارتقاء في مجالات التعليم والأدب والفن والعلوم..

العراق لا يختلف من حيث المبدأ عن سوريا ولكن له خصوصية سياسية تجعل إعادة إعماره أكثر تعقيدا وسنبين ذلك في مقال آخر.

28/9/2014