قس بن ساعدة الايادي

الخطبة الشهيرة في سوق عكاظ

قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك الايادي هو احد حكماء العرب وخطبائهم في الجاهلية ، وهو اول من قال – اما بعد – في خطبه ، وقد ادرك النبي صلعم قبل الوحي ورأه في سوق عكاظ.

ظل النبي صلى الله عليه وسلم يذكره سائر حياته وقد ورد في فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة ان وفدا قدموا فسلموا عليه، فقال رسول الله: من القوم؟ قالوا: وفد بكر بن وائل، قال: فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الايادي؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: مات، فقال رسول الله: الحمد لله رب الموت ورب الحياة، كل نفس ذائقة الموت، كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الايادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر وهو يخطب في الناس وكان استمع إلى خطبته الشهيرة عندما كان صغيراً برفقة عمه ابو طالب يوم ألقاها في سوق عكاظ.

نصّ الخطبة الشهيرة في سوق عكاظ:

يا أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتات وآيات وأرض ذات رتاج وبحار ذات أمواج ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوابالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا أقسم قس قسماً لا حانث فيه ولا آثماً إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ونبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه فطوبى لمن آمن به فهداه وويل لمن خالفه وعصاه.

تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية يا معشر إياد أين الآباء والأجداد وأين المريض والعواد وأين الفراعنة الشداد أين من بنى وشيد وزخرف ونجد وغره المال والولد أين من بغى وطغى وجمع فأوعى وقال أنا ربكم الأعلى ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً وأبعد منكم آمالاً طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاوله فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية عمرتها الذئاب العاوية كلا بل هو الله الواحد المعبود ليس والد ولا مولود.

ثم أنشأ يقول:

في الذاهبين الأولين = من القرون لنا بصائر

لما رأيت موارداً = للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها = تمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي إلي = ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محا = لة حيث صار القوم صائر