فصول كتاب الحاوي في الطب - الفصل الثالث: أمراض الأذن والأنف والأسنان

الحاوي في الطب

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (ح 250 هــ/ 864 م - 311 ه 923 م)، ولد في مدينة الري في بلاد فارس


الفصل الثالث: أمراض الأذن والأنف والأسنان

ألباب الأول: أمراض الأذن

1.في الأذن وجمود الدم فيه
والطرش والصمم وثقل السمع والدود والوجع والدوي والطنين والقروح والبثر والورم. من حر اوٍ برد أو ضربة أو شدخ صدفها والسدد فيها والرياح وجريان المدة وسيلان الرطوبات ودخول الماء فيها واجتماع الوسخ وما يقع فيها وغير ذلك.

2. التكميد باليابس
خير للأذن من التكميد الرطب أعنى أن يكمّد بالجاورس أو بقطعة لبد مرغزي مسخّن فهذا تكميد اليابس وأما الرطب فيطبخ بالزيت والخل وما يجعل تحت إجّانة عليها قمع وثقب ذنب للوجع في الأذن مع سيلان المدة قشور رمان وشب وزعفران وأفيون وجندبادستر ومر وكندر يعجن بخل وعسل ويستعمل فإنه دواء نافع لأنه يجفف ويسكن الوجع جداً.

3. الدوي والطنين
فيعالج هؤلاء بما يخدر الحس قليلاً آالبنج والأفيون فإنه يبرىء الدوي. قطّر فيه عصارة قثاء الحمار أو خربق أسود مطبوخاً بخل أو قطّر فيه دهن الغار أو دهن الكراث أو دهن ورد أو زيت قد طبخ فيه شحم الحنظل أو دهن ألبان أو شحم البط أو دهن لوز مر.

4. الدم السائل من الأذن
يقطع النزف بأن يطبخ عفص بخل ويقطر أن تسحقه بخل وعفص وتجعل منه شافية ودعها خمسة أيام ثم أخرجها.
5. الماء الذي يقع في الأذن يدخل فيه ميل عليه صمغ بطم مداف أو دبق أو غيره من نحوه ويخرج به فإن لم يخرج فليعطّس ويسد الأنف والفم فإنه يتمدد ويخرج.

6. الوسخ
ينشر في الأذن ورق ويصب عليه خل وتدعه ليلة مسدودة الرأس ثم يدخل من الغد الحمام .

7.ورم الأذن
يقطر في الأذن عصارة البنج ودهن الورد .

8. الطنين
قطر فيها شحم البط واطبخ رمانة حلوة بشراب واسحقها وضمدها به فإنه نافع جداً أو يؤخذ عدس فيطبخ بماء ويضمد به أو خذ مرداسنج وعدس وزعفران وأفيون قال يمرخه عليه فإنه جيد قال وينفع هؤلاء الأمساك عن الغذاء وإسهال البطن والسكون وليحذر الشمس والحمام والحرآة والقيء والصياح.

9. الجراحات التي تخرج في أصل الأذن
هذه داخلة في جنس الورم في اللحم الرخو ولذلك لا ينبغي أن يعالج بالقمع والمنع الذي هو أول آخر العلاج وخاصة هذه الجراحات التي في أصل الأذن فإنا نعالجها بضد المنع والدفع وذلك إنا نعالجها بالجذب بالأدوية الجاذبة وأن لم تؤثر هذه الأدوية فيها أثراً محموداً استعملنا المحاجم. انسداد الأذن بلا وجع ويحس صاحبه كأنه مسدود بقطنة أسحق عصارة السلق ومرارة الثور وصب فيه أو ضع فيه دهن السوسن " لي " أو ضع فيه قطنة بدهن مرزنجوش.

10. الضربة تصيب الأذن
اطلبه في باب الضرة أو تحّول إليه قال اعتمد على المر ودقاق الكندر وألطخه عليه ولا تشده شديداً فإنه يجذب لكن برفق شرك .

11. الصمم
يدق الفجل والملح ويقطر في الأذن أو يقطر فيها مرارة العنز فإنه جيد بإذن الله ويستخرج دهن الخردل فيقطر في الأذن
ويوضع فيه قطنة ملوّثة به ويغمز جيداً إن شاء الله وينام عليه بالليل فإنه نافع للصمم أو قطر فيها دهن اللوز من الجبلي فإنه نافع إن شاء الله.

12. الطرش
ينفع من الطرش عجيب يؤخذ سمسم وخردل بالسوية فيخرج دهنهما ثم يقطر منه في الأذن ويكون أبداً رأسه مسدودا.

13. دواء نافع للدوي في الأذن
يؤخذ دهن السوسن وشيء من ماء السداب أو دهن لوزمر وخل خمر المنجح و يحدث مع البثرة في الأذن حرارة وحرقة وضربان شديد وعلاجه في أول الأمر الفصد واللبن ودهن الورد وماء القرع ونحوها فإن لم يسكن وأردت أن تنضج فقطر فيه طبيخ التين وبزرمر ويقطر فيه حتى ينضج فإذا انفجر عولج بالمرهم من خل خمر ومرداسنج وأسفيداج ودهن ورد وانزروت ودم الأخوين وأن أزمن فالتي فيها عروق وأن أزمن أآثر فالق فيه زرنيخا أصفر " لي " يسحق المرداسنج بالخل ودهن الورد حتى يربو ثم يلقى عليه سرنج وانزروت وعروق وزرنيخ أصفر ويعالج به المدة في الأذن عجيب ويجعل في الأذن فتيلة بمرهم باسليقون فإنه ينضج ويفجّر الورم.

ألباب الثاني أمراض الأنف

1. الرائحة المنتنة في الأنف
قال هذا يكون من قليل رطوبات عفنة تنجلب إلى المنخرين ومتى كانت هذه الرطوبات معها حدة أحدثت قرحة قال وعلاج النتن واللحم النابت في الأنف والقروح فيه أن تعمد أولاً إلى جملة الرأس فتجففه وتنقيه بالغرور والمضوغ والعطوس والمراهم اليابسة عليه ثم يقصد حينئذ إلى علاج المنخرين فاجعل غرضك في نتن المنخرين إلى القابضة والمرة ليجمع لك المنع والتحليل والتجفيف.

2 .إخراج الشيء الذي يقع في الأنف
اجعل في الأنف دواء معطساً واقبض على الفم وعلى الجانب الصحيح السليم فإنه يخرج وأعد ذلك مرات.

3. قروح الأنف
قال جالينوس أنا أعالجها بأقراص فراسيون واندرون مرّة بخل وماء ومرّة بشراب ومرّة بخل على ما أرى.

4. نتن المنخرين
قال عالجت رجلاً غنياً بالدواء المسمى اندروخون مع شراب طيب ريحاني فبرأ سريعاً برءً عجيباً قال هذا وهو الذي يدخل في الترياق.

ألباب الثالث أمراض الأسنان

1.مقدمة
في الأسنان واللثة وتحليل قلعها وكيّها وشدّها بالسلاسل وغيرها والتأكل والتفتّت والدود فيها وفيما ينبت لحم اللثة وفي الآكلة في اللثة وفي حفظ صحة الأسنان واللثة وفي أسنان الطفل وتسهيل نباتها وفي جلائها بالسنونات وما يجفف اللعاب السائل من أفواه الصبيان والرجال.

2. جوامع العلل والأعراض

فيما أظنه كتاب حيلة البرء إذا غلب اليبس على الأسنان تفتت وانكسرت سريعاً قال وتأكل الأسنان يكون من أخلاط حارّة
تنصب إليها الميامر وجع الأسنان يسكن بالتكميد والتخبيص على الأسنان واللحي .

3. قبول الأسنان للخضرة والسواد

يدل على قبولها للمواد وأنها تغتذي وتنمي ويعلم ذلك أنه إذا قلع السن زاد المقابل له من فوقه وأسفله وذلك أنه لا ينطحن و هزال الأسنان ورقّتها العارضة للمشايخ لا علاج لها ولذلك يتحرك أسنان المشايخ لأن أواريها تتّسع عنها وينبغي حينئذ أن يحتال لهم بتقوية اللثة بالأدوية القابضة

4. وجع اللثة
أوفق الأشياء في وجع اللثة من ورم يحدث فيها شجرة المصطكي إذا سخن اسخاناً معتدلاً وأمسك في الفم وينبغي أن يكون
حديثاً وينفع جميع الأوجاع التي يكون في فضاء الفم أعني الأورام وذلك أنه يقمع ويمنع ولا يحدث خشونة آالقابضات ويحلل مع ذلك تحليلاً لا أذى معه.

5. التكميد
وينفع وجع الأسنان التكميد من خارج بالملح والجاورس وبالخرق إذا سخنت اسخاناً شديداً ومن خارج بصفرة البيض
والزيت الحار.

6 .مضوغ لوجع الأسنان
فوتنج جبلي وعاقرقرحا وفلفل أبيض ومر يعجن بلحم الزيت ويبندق ويعطي بندقة ليمضغ للمأكول.

7. نبات أسنان الطفل
أطل لثته بدماغ الأرنب أو شد الصدف المسمى فحلناس في قطعة جلد في عضد الطفل فإن أسنانه تخرج بلا وجع.

8 .حفظ الأسنان من الوجع
يدلك في الشهر مرّة ويدلك في الشهر مرّة بترمس أو تأخذ شبّاً يمانياً وشيئاً من مر فيدلك به اللثة والأسنان فإنها لا تتأكل أبدا.