فصول كتاب الحاوي في الطب - الفصل ألرابع :الصوت وإنقطاعه

الحاوي في الطب

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (ح 250 هــ/ 864 م - 311 ه 923 م)، ولد في مدينة الري في بلاد فارس


الفصل ألرابع :الصوت وإنقطاعه

ألباب الأول
فيما يحدث بالصوت وما يصلح خشونة قصبة الرئة وفي بحوحة ينقطع هذا العصب فيذهب نصف الصوت. الصوت يبطل أو يضعف عند اّفة تحل بالعصب الذي يأتي عضل الحنجرة أو عند نزلة تليى الحلق والحنجرة أو عند الصياح الشديد أو عند الورم. انقطاع الصوت ربما كان من أجل النوازل التي تنزل من الرأس إذا طال مكثاً وربما كانت لاحتباس مدة في فضاء الصدر أو لقرحة في الرية.

ألباب ألثاني
إنقطاع الصوت
يقشر قضبان الكرنب من قشورها وتدفع إلى العليل ليمضغها ويمصّها ويبلعها قليلاً. وأيضا اطبخ عصير الكرنب مع العسل والقمقم فإنه من ساعته ينفعهم. ليكن هذا الدواء عندك فإن استعملته ولم ينفع فاجعل عليه قليل دواء آخر زعفران جزء، حلتيت نصف جزء وعسل عشرة أجزاء .يطبخ حتى يغلظ وينثر عليه الدواء نثراً ويعطي مقدار بندقة.

الباب الثالث
في العلق وما ينشب في الحلق ويقوم في المجرى وعلاج المخنوق والغريق. إذا رأيت من يتنخع أو يتقيأ دماً صديدياً فيسأل هل شرب ماء من موضع فيه علق وتفقد حلقه بعناية. والعلقة في الأيام الأول يمكن أن تفوت الحس فإذا مرت الأيام فلا لأنها تعظم وتنتفخ والدم الذي يسيل عن مصل العلقة رقيق صديدي .استعمل بالحلق شعاع الشمس وتفقده بعناية وإن كان يتنخع الدم من غير سبب تقدمه من ضربة على الرأس ونحوه ولا ثقل ولا وجع في رأسه فإن كان يتقيأ مثل هذا الدم الرقيق الصديدي وأقّر بإنه شرب ما فيه علق فأعطه دواء يقيء فإنه يتقيء العلق..

ألباب ألرابع اللسان
من العلل والأعراض يعرض للسان أن يحس بطعم منكر عندما يكون ممتلياً من رطوبة غريبة فيحس عندها طعم ما يذوقه بطعم تلك الرطوبة وذلك إن الشيء الذي يؤتى به إليه من خارج يصير محركاً للخلط الذي هو غامض في اللسان وقد يعرض أيضاً أن يكون الإنسان يجد طعم شيء في فمه من غير أن يذوق شيئأ وذلك يكون من جودة حس اللسان. الرباط الذي تحت اللسان متى كان اتصاله إلى رأس اللسان أقرب كان أضرّ على الكلام وبالضد.

ألباب الخامس
آلات الكلام اللسان الأسنان الشفتان المنخران.
خير اللسان الدقيق الرقيق الطرف الذي يشبه طرفه ألسنة الطير لرقّته ودقّته والعظيم والصغير يضّران به والعظيم لا يخرج الحرف ولا يدبر لسانه جداً سريعاً آما أن القصير يصير الثغ لأنه يقصر بالحروف عما ينبغي كالصبيان الذين يقصر ألسنتهم فهم لثغ فإذا كبروا ذهبت اللثغة وإذا عرض الخرس بعد برسام فافصد العرقين الذين تحت اللسان فإذا عرض تشنج في أصله ألسنتهم فهم لثغ فإذا كبروا ذهبت اللثغة وإذا عرض الخرس بعد برسام فافصد العرقين الذين تحت اللسان فإذا عرض تشنج في أصله فعالجه وكمد العنق من غير القفا بماء البابونج والمرزنجوش وخبصّة بدقيق حواري وبابونج ودهن خل .