فصول كتاب الحاوي في الطب - الفصل الخامس: في الأورام والقروح والنغانغ

الحاوي في الطب

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (ح 250 هــ/ 864 م - 311 ه 923 م)، ولد في مدينة الري في بلاد فارس


الفصل الخامس: في الأورام والقروح والنغانغ

ألباب الأول
في الأورام والقروح والنغانغ
يستعان بقوانين القروح الباطنة والأورام الباطنة ينبغي أن يحول إلى ها هنا ما في باب المعدة حيلة البرء من الأدواء التي في هذه المواضع علاجها التغرغر فإذا أردت علاج القرحة فبماء العسل ونحوه مما له جلاء قليل ومتى أردت أن تختمها وتدملها فبالقابضة والمغرية .ورم لسان رجل حتى لم يسعه فمه فأعطيته قوقايا لأجذب المادة إلى أسفل ورأى هو في النوم إن يأخذ عصارة خس ففعل وبريء.

ألباب الثاني
العروق التي في الأصداغ والوجه
إذا لم يكن الورم الذي في المري عظيماً جداً لم يحدث ضيق النفس في الأوقات التي لا يبلع فيها شيئاً وآثيراً ما تجحظ مع هذه العلة العين والتي من البرد أطول مدة من التي من الحر جداً ولا يكون معها حمى وإذا عرض هذا الورم الذي يمد الفقار في جانب أورث كثيراً الفالج من جانبيه وفي الوسط لا يفعل ذلك ويعرض من الجانب المقابل للجانب المسترخي وأبين ما يكون هذا الاسترخاء والتمدد في الذين يصيبهم من الجانب الآخر في الوجه واللحى الأسفل وأكثر ما يبلغ هذا الفالج من الجسم إلى اليد لأن العصب الذي ينبث من الرقبة لا يجاوز هذا الموضع.

الباب ألثالث
التنفس
وتقدمة المعرفة منه بما يدل عليه وفعله في الجسم ينبغي أن يلحق كل باب يدل على مرض بذلك المرض وينزل هاهنا أيضا.ً

الباب الرابع
في سوء التنفس
النفس مركب من حركتين إحداهما جده الهواء إلى داخل والأخرى دفعه إلى خارج وله وقفتان من هاتين إحداهما الوقفة التي بين أجزاء الانبساط وابتداء الانقباض وهو أقصرهما والأخرى التي بين أجزاء الانقباض وأول الانبساط وهي أطولهما. ذا كان الفضل الدخاني قد أجمع منه شيء كثير كانت حركة الهواء إلى خارج وهو الانقباض سريعاً عظيماً وبالضد لأن الطبيعة تحتاج أن تدفع منها> أكثر من دفعها في الحالة الطبيعية ودفعها بالانقباض وكانت الحاجة إلى التبريد بالهواء شديدة فإن الانبساط يزيد وينبغي أن تفسو كلاً إلى حالته الطبيعية لأن حركة الانقباض في الشباب أقوى بالطبع لأن حاجتهم إلى إخراج البخار الدخاني اكثر.

ألباب الخامس
أصناف سوء التنفس
سوء التنفس إما عظيم متواتر وإما عظيم متفاوت وإما صغير سريع متفاوت هذا في الانبساط ومثل هذا في الانقباض. والانقباض جملة يدل على الحاجة إلى ما يحتاج إليه إن يخرج والانبساط إلى ما يحتاج أن يدخل فلذلك إذا غلبت الحرارة الدخانية على القلب كان الانقباض أعني إخراج النفس عظيماً سريعاً و اجتذاب الهواء إلى داخل صار أصغر وأبطأ وإخراجه ودفعه إلى خارج صار أعظم وأقوى . أصناف سوء التنفس كثيرة يلحظها الرازي في عدد من مؤلفاته.