المدرسة المستنصرية

في سنة ٦٣١ه اي ١٢٣٤م أنشأ الخليفة العباسي المستنصر بالله المدرسة التي عرفت باسمه. وقد ترك لنا الرحالون المؤرخون صورة لها تكاد تكون تامة. فقد فاقت كل ما سبقها من حيث فخامة البناء وسعتها وجمال التأسيس وأناقته. وكان فيها اربعة اروقة كبيرة كل واحد منها خاص بواحد من المذاهب السنية الاربعة. كان عدد الطلاب ٣٠٠ موزعين بالتساوي على الاروقة الاربعة وكلهم كانوا يتلقون العلم بالمجان. وكانت المحابر والاوراق والمصابيح تقدم لهم. أضف الى هذا الحمام الذي كان مفتوحا للطلبة والمستشفى التابع للمدرسة لمعالجة المرضى منهم, وكان له طبيب خاص.

ويبدو ان المدرسة المستنصرية سلمت من يد هولاكو لما احل بغداد ودمرها سنة ٦٥٦ه أي ١٢٥٨م. فقد رآها ابن بطوطة بعد ذلك بحوالي ١٠٠ عام ووصفها في حالتها الجيدة.

وقال ابن الفرات: أن كل انواع الكتب المختلفة كانت موجودة في مكتبة المدرسة المستنصرية.