" الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة " لعبد المسيح انطاكي

المكتبة الكويتية

اربعة عشر مؤلفاً تروي تاريخ الكويت

الامارة الثرية الناهضة تجتذب أقلاماً قديرة جديدة

نشر هذا التحقيق في آذار / مارس 1962 ، العدد السابع عشر ، الرائد العربي

في المكتبة العربية والاجنبية اليوم مجموعة من المؤلفات التي تتحدث عن الكويت ، اما بشكل تحقيقات تاريخية، واما بشكل رحلات وانطباعات ، بالاضافة الى مجموعات من الكتب الحكومية التي تتناول نواحي شتى من حياة البلاد الاقتصادية والمالية والاجتماعية . والذي يهمنا هنا هو التحدث عن المؤلفات المتعلقة بالكويت مباشرة ، وقد عثرنا على بعضها ، وسنثبتها لتعريف القاريء العربي " بمكتبة الكويت " من الناحية البيبلوغرافية .

5 – " الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة " لعبد المسيح انطاكي

هو أقدم كتاب وقع بين ايدينا يتحدث عن الكويت . صدر في القاهرة سنة 1906 باسم " الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة " وهي كما جاء على الغلاف : " قسم من سياحة الفقير اليه تعالى خادم العربان وصاحب جريدة العمران عبد المسيح انطاكي ، طبع في مطبعة العرب في مصر سنة 1325 هجرية" .

الكاتب مصري ، او مقيم في مصر . ولعله اول صحفي عربي يقوم بزيارة الى الكويت ابان حكم الشبخ مبارك الصباح . وقد دون رحلته هذه في شكل رسائل .

عبد المسيح انطاكي أديب سلس الاسلوب ، شاعر مجيد . يقول في لقائه للامير المرحوم الشيخ مبارك الصباح ، في الصفحة 18 : " ... وكان في ايوان اليخت سمو السيدين النبيلين ، والملكين العظيمين ، الشبخ مبارك باشا ابن الصباح ، ومعز السلطنة الشيخ خزعل خان . ولم أبلغ باب الايوان حتى نهض الشيخان تنازلاً للقائي ، وجبراناً لخاطري ، فأسرعت اليهما ، وقبلت راحاتيهما ، وتلعثم لساني عن الكلام لهيبة المقام . وقد ترحب بي الشيخان اجمل ترحيب ، وكانا يدعياني بالولد الحبيب " .

سأله الشبخ المبارك في احدى السهرات تخميس هذين البيتين من الشعر :

لي في الحروب معامع ووقائع شابت لها في مهدها الغلمان

وتخافني الاساد في غاباتها وتخيفني بكناسها الغزلان

فقال من غير تردد :

فضلي باطراف الممالك ذائع وحديث ذكري في البرية شائع

والدهر ان آمرت مصغ سامع لي في المعامع والحروب وقائع

شابت لها في مهدها الغلمان

يتضمن الكتاب 29 رسالة موجهة الى جريدة العمران في القاهرة ، وكل رسالة تقريباً تتضمن قصيدة نظمها المؤلف وهو في الكويت ، أي انه نظم حوالى ثلاثين قصيدة كلها مديح وثناء في مناسبات شتى ، أو حوالى الفي بيت من الشعر نظمها خلال شهر واحد ، يبتديء في 18 ذي القعدة سنة 1325 ( 1909 ) وتنتهي في 5 ذي الحجة من السنة ذاتها .

لا يعتبر الكتاب مرجعاً تاريخياً ، لكنه يعطينا صورة ادبية اجتماعية محصورة في مجالس الامير خلال تلك الفترة . وبكلمة اخرى ، كان عبد المسيح انطاكي نديماً اديباً للامير المبارك ، ومسجلاً لطرف من حياته الفكرية.