المواقع الدينية في جبل لبنان

بكركي مقر البطريركية المارونية 

عند جبين تلّة مشرفة على خليج جونيه، مزنرة بأشجار الصنوبر الباسقة على صدر الجبل، يقوم في بكركي منذ 1830 صرح البطريركية المارونية. كان ديرا" بسيطا" بني عام 1703 وأضيفت اليه أجنحة عام 1893. يستقبل الزوار والمؤمنين. على مدخله نقشٌ بالسريانية واللاتينية والعربية: "مجد لبنان أعطي له" (من أشعيا 2:35) بناء أبيض، سطح من قرميد أحمر، جرس يتردد في الوديان المحيطة، نوافذ زرقاء ذات قناطر، درجٌ مهيبٌ على المدخل ذو جناحين، باحة كبيرة في الخارج، صالون كبير في الداخل، مكتبة غنية بالمخطوطات النفيسة، وسكون مهيب يجعل مقر البطريركية المارونية تاجا" على جبين الخليج.

حريصا مقر سيدة لبنان

تلّةٌ مشرفةٌ بمهابةٍ على خليج جونيه، ترنو الى بيروت والى وَسَاعة الأفق، على جبينِها يقوم معبد سيدة لبنان، مكانا" مشعا" للتقوى المريمية، بناه المؤمنون لعبادة الأم العذراء سيدة لبنان. يعلو المعبد تمثال أبيض يحدّه الأثير وتحوم فوقه الغيمات، ينتصب منذ 1908 على هرم من الاسمنت ذي درج لولبي يلفّه حتى قمته، وداخله كنيسةٌ صغيرةٌ. يحج المؤمنون آلافا" الى هذا المكان، للصلاة والأعراس، ويتضاعفون في أيار، شهر العذراء مريم.

كاتدرائية القديس بولس

من أماكن العبادة الكثيرة في حريصا، وقريبا" من معبد سيدة لبنان، دير القديس بولس للمرسلين البولسيين الكاثوليك (أسسوا رهبنتهم عام 1903). فيه كنيسة جميلة الهندسة، سطحها ذو قبب كاملة ونصفية، ويزدان داخلها بفسيفساءات من الطراز البيزنطي على خلفية مذهبة، فيها صور المسيح، والرسل، والعذراء حاملة الطفل يسوع، وآباء الكنيسة، ومشاهد من العهدين القديم والجديد.

دير سيدة بزمّار

في تاريخ أرمينيا، أنّ الأديار كانت ملجأ" وحيدا" لشعبها المنفيّ، وموئلا" لتراثها الوطني. وهكذا دير سيدة بزمار، الأرمني الوحيد في الدول العربية بعد دير القدس. يبعد 30 كلم عن بيروت، ويعلو 930 مترا" عن سطح البحر، وسط تلّة مخضوضرة مطلة على المتوسط، ببناء أبيض ذي قرميد أحمر وقاعات وسيعة ذات أقواس قوطية، ما يجعل المكان مثاليا" للانعزال والصلاة والدراسة، على تلك الخاصرة الصخرية الكلسية من جبل كسروان. كان في الأساس معبدا" وثنيا"، من عادات كهنته أن ينفخوا بالأبواق مرّة في العام كي يدعوا القرويين للتجمُّع وإقامة الشعائر. عام 1749 جعله البطريرك أبراهام بطرس الأول آرزيفيان مقرا" له، وتعاقب بعده البطاركة الأرمن الكلثوليك، وبقي الدير، بنشاط من تعاقب عليه من الرؤساء، يعرف التوسع والازدهار. في كنيسة الدير صورة كبيرة ل "سيدة الآلام" العجائبية، منسوبة الى رافاييل سانزيو (1521-1483) أو غيريرو باربييري (1666-1591). تنتشر عبادة سيدة بزمار في لبنان والخارج، ويعزى اليها عدد من العجائب. وفي الدير ذخائر من الأرض المقدسة الأرمنية (مفصل القديس غريغوار، وأغراض كهنوتية أخرى)، ومجموعة مخطوطات أرمنية مزركشة بمنمنمات نادرة، ومكتبة غنية بالمجلدات الشرقية والغربية في مختلف حقول المعرفة الانسانية، يلقي كشفها ضوءا" مهما" على صفحات مفصلية من تاريخ الشرق الأوسط عامة"، ولبنان بشكل خاص.