الــربـاط

 ثاني أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء، تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقراق الذي يفصل المدينة عن « سلا» المدينة القديمة حتى أنهما أصبحتا تشكلان مدينة واحدة. وقد شيدت احدى القبائل البربرية المسلمة حصناً أطلقت عليه اسم «الرباط» ومن هنا حملت العاصمة الادارية والسياسية للمغرب اسم الرباط منذ عام1912 .
 
 وهي مقر إقامة الملك ومركز السفارات والنشاط الدبلوماسي، وتمتاز الرباط بشوارعها الفسيحة وأشجارها الوارفة الظلال ومساحتها الخضراء وهوائها النقي وطقسها المعتدل، وضواحيها ذات المناظر الخلابة، وهي في الوقت ذاته مدينة عصرية بمنشآتها الحديثة ،وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والتقنية ،وللرباط مدينتها القديمة يفضي اليها الزائر عبر شارع الحسن الثاني ثم سور الاندلس فالسوق المغطى قبل ان يدخل مباشرة الى السوق العتيق المسمى (السويقة) ومن هناك ينطلق الزائر بين مئات المتاجر حتى يصل الى (سوق السباط) الذي يزدحم بشتى أنواع وأشكال المنتوجات الجلدية ومنه يصل الى «قصبة الوداية» المشهورة المطلة على المحيط الأطلسي. وفي الطريق يقف المرء على أقدم مسجد في الرباط يرجع تاريخ بنائه الى عام 1150م وكذا معمل لصنع الزرابي الرباطية الشهيرة.
 
 وبإمكان المرء الوقوف فوق «برج القراصنة» لرؤية الأمواج المتكسرة على الصخور ومشاهدة معالم مدينة سلا في الجهة الأخرى من نهر أبي رقراق. وقبل مغادرة المدينة لابد من زيارة حدائقها الجميلة التي رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، وبالإمكان زيارة متحف الفنون المغربية بما يحويه من كنوز وأنماط أثرية رائعة.
 
 ويحبذ المرور بشارع محمد الخامس وهو أكبر وأجمل شارع في الرباط تتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل الباسقة وبه المتاجر العصرية والمقاهي الفخمة. ومن الأماكن الجديرة بالزيارة في الرباط قصبة شالة وصومعة حسان، فضريح محمد الخامس الذي تجمع هندسته ونقوشه والتحف التي يشتمل عليها بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.
 
 ومن روائع الصناعة المغربية تتميز الزربية الرباطية عن غيرها، وكذا الثياب والملابس المطرزة وأواني الخزف والمجوهرات والنقش على الخشب والمصنوعات الجلدية.