النـاي

النّاي كلمةٌ فارسية تقابله في العربية الفُصحى كلمة "الشّبابة" أو "القصبة". ويتألّف النّاي من قصبةٍ جوفاء مفتوحة الطّرفين، ويقع النّفخ في القصبة مباشرةً على حافّة فوهتها المواجهة لشفتيّ العازف من دون زمّارة. ويحتوي النّاي على ستّة ثقوبٍ في الوجه الأمامي وثقبٍ واحدٍ في الخلف يضعُ عليه العازف إبهام يده اليُسرى ويكون عادةً في منتصف النّاي. أمّا الثقوب الأمامية، فإن العلوي منها يبعد عن الفوهة بمقدار 33 سنتيمترًا، والثقب الأسفل يبعد بمقدار ستّة سنتيمتراتٍ ونصف السّنتيمتر، وقياس أحد النّايات هو الآتي: الطّول 52.5سم، القطر 1.6سم، قطر الثّقب 0.8سم.

 

ونظرًا لخلوّ النّاي من المفاتيح، فإنّ نايًا واحدًا يعجز عن أداء مُختلف الدّرجات الصّوتية التي تتألّف منها مقامات المُوسيقى العربيّة. لذا نرى عازف النّاي يضطرّ إلى استعمال عددٍ من النّايات المُختلفة الطّول والطّبقة الصّوتية ليتسنّى له أداء الألحان في طبقاتٍ صوتيةٍ مختلفةٍ.

أقدم نايٍ أصليٍ وُجِدَ مصنوعًا من الفضّة، وقد عُثِرَ عليه في المقبرة الملَكية في "أور"، ويرجع زمنه إلى حوالى 1450ق.م، وهو يحتوي على أربعة ثقوبٍ، المسافات في ما بينها متساويةٌ. وهناك شاهد للعزف على هذه الآلة من العصر السّومري الحديث (2100-1950 ق.م) ومن العصر البابلي القديم (1950-1530 ق.م)؛ وقد ظلّ النّاي مستَعمَلاً في العصور اللاّحقة والعصور الإسلامية حتّى وقتنا الحاضر.