تل حبوبة

ليس بعيداً عن تل براك. اكتشف "تل حبوبه كبيرة" على الضفة اليمنى للفرات الأوسط والذي يعود إلى 3500-3300ق.م مع موقعين آخرين هما "قناص" و"جبل عرودة"، وهذه المواقع تعتبر من أهم المواقع الأثرية في الشرق الأدنى.

لقد بدا مخطط "حبوبة" واضحاً تماماً بعد عمليات التنقيب التي تمت منذ عام1969. فعلى ضفة الفرات وخلف أسوار منيعة ظهرت المدينة بمخططها المنتظم وأبنيتها الآجرية مقسمة إلى أحياء سكنية، وأحياءً للمشاغل ومنطقة إدارية فيها أثر للقصر والمعبد وإلى الجنوب امتدت بساتين مروية.

بلغ عرض سور "حبوبه" ثلاثة أمتار مدعم بالأبراج التي تنتهي بمحارس في أعلاها، وعلى السور أفاريز أو نتوءات أمامية وخلفية على مسافات متساوية تذكرنا بأسوار قلعة حلب، وأمام السور الرئيسي يقوم سور آخر أضعف وأقل عرضاً. وكان للسور بوابتان. ولم يبق من هذا السور الحصين إلا المداميك السفلى، أما في الجنوب فلقد زالت آثاره، بسبب العوامل الجوية والأمطار، ولعل السور كان ممتداً حول مساحة 18هكتاراً.

لقد عاشت "حبوبه" ما يقرب 150عاماً، ويدل السور على وجود تهديد خارجي أدى إلى هجرة السكان. ومضت قرون عديدة حتى عاد الإنسان لاستيطان هذا التل.

لقد عثر في تل "حبوبة" على كثير من اللقى، منها أختام لربطات أكياس مختومة على الطين تمثل أسوداً وطيوراً وثعابين وعقارب لطرد الشر والأذى والعدوان، وعليها أرقام رمزية استخدمت لأول مرة في التاريخ.

لقد كانت هذه الأختام الطينية تمسك رباط الأكياس التي تحمل البضائع والرسائل، فلا تفتح دون كسر هذه الأختام.

ولقد عثر على بعض التمائم التي تمثل حيوانات رمزية تستخدم كتعاويذ وتصنع من الأحجار الكريمة. وكان معناها الرمزي يرمي إلى الحماية من الأخطار والعدوان.

ولمثل هذا الهدف كانت تقدم القرابين إلى الآلهة تقرباً وسعياً وراء حمايتها، وقد عثر على أباريق على أشكال مختلفة منها شكل قنفد وقد صمم بشكل يحاكي أشكال الفن الحديث.