انتشر اسم صلاح الدين في العالم نتيجة انتصاراته الباهرة وأخلاقه السمحة، فما هي خصال هذا القائد.
في كتـــاب النوادر الســلطانية يصف ابن شداد صلاح الدين الأيوبي وصفاً دقيقاً ويصور اهتماماته في حياته، وكلها تشير إلى نوع الحياة التي كان يحياها، ومما قاله: "كان حبه للجهاد وشغفه به قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاءً عظيماً. فما كان له حديث إلا فيه، ولا نظر إلا في آلته، ولا كان له اهتمام إلا برجاله، ولا ميل إلا إلى من يذكر الجهاد ويحث عليه، وفي سبيل الله وحبه الجهاد، هجر أهله وأولاده ووطنه وسكنه وسائر ملاذه، وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح يمنةً ويسرة".
على أن اهتمامه بالجهاد لم يتوقف عند هذا الحد، بل كان يهتم بأخبار من سبقه من المجاهدين والأبطال فيجعلهم قدوة، وكان يحب أن يطلع على كل ما قيل في حسنات الجهاد ووجائبه، وطلب من مؤرخه ورفيقه ابن شداد أن يجمع له في كتاب، آداب القتال، وكل آية قرآنية فيه، وكل حديث شريف، وكان هذا الكتاب مرجعه. وكان لا يبالي بركوب المخاطر من أجل دفع غائلة الفرنجة. قال صلاح الدين لابن شداد مرةً، وقد وقف أمام البحر الهائج: "في نفسي أنه متى ما يسر الله تعالى فتح بقية الساحل، قسمت البلاد وأويت وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزائرهم اتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله، أو أموت".