الملك الظاهر بيبرس

استلم بيبرس الحكم بعد مقتل قطز وأصبح يحمل لقب الملك الظاهر، وأخذ يعيد تنظيم الإدارة في مصر ويتقرب من الناس، ويعد العدة لمتابعة الجهاد ضد الفرنجة في بلاد الشام، وكان عليه أن يدعم سلطانه باعتراف خليفة المسلمين العباسي على الرغم من سقوط هذه الخلافة على يد المغول سنة 1258م، فاستدعى أحد ورثة الخلافة وهو أحمد بن الظاهر ابن الناصر العباسي، فأحسن استقباله وجعل له مجلساً في القلعة أثبت فيه حقه بالخلافة، ولقبه بالمستنصر بالله، وجعل مقر الخلافة في القاهرة

وقام الخليفة الجديد بتقليد بيبرس السلطنة رسمياً. ولكنه عاد بعد زمن، فرأى إعادته إلى بغداد لكي يجابه المغول، ولم يكد يصل إلى مدينة هيث حتى انقض عليه  المغول فقتلوه مع جماعته، فاستحضر بيبرس خليفة آخر هو أبو العباس أحمد مع الحد من نفوذه. واستمرت الخلافة في القاهرة دونما نفوذ وكان عليه فقط أن يفوض السلطان بجميع الأمور العامة.

كانت حروب بيبرس عنيفة وقد انتقل إلى دمشق، فلم تنقض السنوات العشر 1261-1271 حتى انتقل من نصر إلى نصر مستولياً على معاقل الفرنجة، وأخيراً توج بيبرس انتصاراته بتحرير أنطاكية في أيار 667هـ 1268 وهي أقوى الإمارات وكانت بداية النهاية. فاستولى على صافيتا وقلعة الحصن وحاصر عكا والقرين، وكانت حربه ضد المغول موازية دائماً لحروبه ضد الفرنجة.