الشـام

كان العرب في الجنوب يطلقون اسم الشام على جميع أجزاء المنطقة الشمالية من البلاد العربية.

وما زال اسم الشام يتردد على ألسنتنا، على الرغم من الأسماء البديلة الرسمية، فالناس في جميع أنحاء البلاد العربية، عرفوا الشام من خلال التاريخ، وتضطرهم ظروفهم لكي يعرفوا الشام من خلال الحدود السياسية، فيتبادلون تسميات أخرى، ولكن اسم الشام ما زال أكثر تداولاً، على الرغم من أن حجم هذا الاسم تكثف في مدينة واحدة هي دمشق.

إن اسم الشام قديم، ولقد استعمله العرب للدلالة على جميع المناطق الشمالية. كما أن عرب الشمال كانوا يطلقون اسم اليمن يمنات أو يمون على مناطق الجنوب، وكان الهمذاني في كتابه الإكليل قد ذكر لأول مرة اسم الشام.

ولم يكن لبلاد الشام حدود سياسية ثابتة، ولكن الاصطخري كان أقدم من أوضح حدود الشام فهو يقول:

وأما الشام فإن غربها بحر الروم وشرقها البادية من أيلة إلى الفرات، ثم من الفرات إلى حد الروم وشمالها بلاد الروم، وجنوبها حد مصر وتيه سيناء، وآخر حدودها مما يلي مصر رفح، ومما يلي الروم الثغور.

ويضيف الاصطخري وهو يتحدث عن الحدود الشمالية لبلاد الشام أنها مما يلي الروم وهي ملطية والحدث ومرعش والهارونية وعين زربة والمصيصة واذنه وطرسوس وهي ثغور شامية، وتقع اليوم في تركيا.

ويتفق الاصطخري مع ابن حوقل والمقدسي في تحديد أقسام أو أحياء بلاد الشام، فيرون أنها فلسطين والأردن ودمشق وحمص وقنسرين ويضيفون إليها الجبال والشراة.

ويرى المقدسي أن دمشق هي المكان الوحيد في إقليم الشام الذي يصح أن يسمى مصرا. والمصر عنده كل بلد حله السلطان الأعظم وجمعت إليه الدواوين وقلدت منه الأعمال وأضيفت إليه مدن الإقليم، مثل دمشق.

وأما حلب وحمص وطبرية والرملة وصفد فهي قصبات وما تبقى فهي مدن عادية، ولم تكن هذه القصبات وحدات إدارية ثابتة.

وهكذا فإن حدود بلاد الشام ، بحسب ما أورده الجغرافيون العرب الأوائل هي تقريباً سورية الحالية ولبنان وفلسطين والأردن وسيناء وقسم من تركيا.