مريمين حوارته

قبل أن نصل إلى مدينة أفاميا الأثرية وعلى بعد 12كم من حماة شمالاً لا بد من زيارة موقع أثري هام يطلق عليه اسم حوارته، اشتهر بالفسيفساء المحفوظ في متحف دمشق ومتحف أفاميا. لقد تم الكشف في هذا الموقع ومنذ عام 1969 عن كنيستين بطراز البازيليك، الأولى كنيسة فوتيوس والثانية كنيسة ميخائيل وأطوال الكنيسة الأولى 26.5×15.6م وتحتها عثر على ثلاث سويات من ألواح الفسيفساء التي غطت الأرض خلال أحقاب ثلاث، وتعتبر هذه الفسيفساء من روائع الفن البيزنطي وتمثل مشاهد طيور وزخارف هندسية ونباتية، كما تمثل فسيفساء السوية الثانية مجموعة من الوحوش تطارد حيوانات برية. ومن خلال النصوص المكتشفة تبين أن هذه الكنيسة تعود إلى عام 484م مع ذكر اسم فوتيوس رئيس اساقفة أفاميا . 

أما الكنيسة الصغرى وأطوالها 20.4×13.2م، فتغطي أرضها سوية واحدة من الفسيفساء ترقى إلى عام 487م وهي معروضة في متحف أفاميا، وتمثل جملة من الزخارف مع صورة السيد المسيح جالساً على كرسي محاط بالحيوانات والطيور والوحوش والأفاعي.

ويمكن الوصول إلى حوارته عن طريق قلعة المضيق.

وعلى الطريق مصياف - مشتى الحلو تقع قرية مريمين ولقد انتبهت الانظار إلى هذه القرية بعد اكتشاف اللوحة الفسيفسائية الكبيرة التي تمثل مجموعة من الموسيقيين والمحفوظة في متحف حماة. وتعود هذه اللوحة الشهيرة والمتميزة إلى نهاية القرن الرابع. وأبعادها 5.35×4.25م. وتمثل ست صبايا وطفلين وقد بدت الوجوه واضحة وجهية، وتعزف الصبايا على آلات موسيقية مختلفة كما لو كانت جوقة موسقية مؤلفة من عازفات وكورس مؤلف من منشدات ومنشدين من الأطفال، وقد بدت إحداهن كما لو كانت قائدة الجوقة وإلى جانبها عازفة على قيثارة، ثم عازفة على الصنجات، وثالثة عازفة على الأرغن ذي المزامير الضخمة، وخلفها وقفت المنشدات إلى جانب طفلين. 

تمتاز هذه اللوحة بقوة التأليف ودقة التشبيه ووضوح البيان، فهي فرقة متكاملة تقدم برنامجا موسيقيا متكاملا أمام جمهور يهتم أعضاء الجوقة بارضائه.