الرستن
مدينة في وادي العاصي الأوسط، تقوم على مرتفع يشرف على نهر العاصي المار في شماله، تبعد 20كم شمال مدينة حمص. إعمارها قديم، منذ النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، عثر فيها على نقش هيروغليفي-حثي يذكر فيه اسم الملك ارخوليتي بن توعي ملك حماة. استمر عمرانها في العصر الآرامي، وازدهرت في العصر الهيلنستي، وفي العصر الروماني، سكنتها سلالة عربية عرفت باسم شمسيغرام. وكانت مركزاً حضارياً بدليل وجود لوحات من الفسيفساء، وتابوت نقش عليه تمثيل لمعركة طروادة. وقد عرفت في العصر البيزنطي باسم لاريسا الثانية. بيوتها القديمة مبنية من الحجارة البازلتية والكلسية، مشكلة نواة المدينة.
كانت الرستن اريثوزا المدينة الرئيسية في المنطقة وواحدة من المدن التي أسسها سليقوس نيكاتور، والكلمة تعني النبعة لنهر في جنوبي بلاد اليونان لشبه موقعها منه. وكانت الرستن ذات تنظيم هلنستي يشطرها شارعان متصالبان ويحيطها سور عظيم. ومازالت الآثار كامنة تحت بيوت الرستن تظهر أثناء عمليات الحفر. وآثار المدافن حولها معروفة ومنها كشف عن توابيت، اثنان منها في المتحف الوطني بدمشق مع تمثال يمثل افروديت تغتسل.
وإلى الشمال من مدينة الرستن، أقيم في عام 1960 سد على نهر العاصي شكل بحيرة تختزن من المياه 225مليون م3.
تابوت الرستن
في عام 1977 تم اكتشاف تابوت هام في مدينة الرستن، أمام أحد البيوت وعلى عمق 70سم فقط.
يبلغ طول التابوت الرخامي 220سم وارتفاعه 140سم وعرضه 100سم وهو مؤلف من قطعتين الغطاء والصندوق. ويشغل جوانب الصندوق مشهد معركة بحرية وبرية معركة طروادة مستمدة من الأسطورة الإغريقية. أما. الغطاء فكان يعلوه تمثالان لرجل وامرأة ضاع رأساهما ولعل رأس الرجل يمثل أمير من أسرة شمسيغرام التي حكمت الرستن، ولقد عثر عليه منفرداً وقدمه للمتحف العماد مصطفى طلاس هدية بعد أن دفع قيمته لمن عثر عليه.
ويبدو على الصندوق مجموعة من التماثيل البارزة بتأليف رائع ونحت متقن وهي تمثل حرب طروادة كما وصف في إلياذة هوميروس. وبها يبدو أخيل الذي يسعى للقيام بواجب الدفاع عن وطنه قد تعلقت به عشيقته، كما تبدو في المشهد ارتميس بالركن الأيمن وهي ربة النصر، وفي الشمال بوسيدون إله البحر. ويتوسط الجبهة آغا ممنون القائد. وثمة قادة مثل اوليس وإديوميد وهكتور وفينيكس ومثل محاربين آخرين توضحت معالمهم بتعبير رائع يشهد على مكانة النحات السوري في ذلك التاريخ، أي في القرن الثاني للميلاد. أما الرخام فكان يستورد جاهزاً من بلاد اليونان. ويعدّ هذا التابوت من روائع الآثار المحفوظة في المتحف الوطني بدمشق.
وبعد الرستن نصل إلى مدينة حماة.
تل النبي مندو قادش
هذا التل من أهم المواقع الأثرية القديمة في القطر العربي السوري. فهو يضم آثار عدة حضارات متعاقبة، يعود أقدم ما اكتشف منها حتى الآن إلى الألف الرابعة قبل الميلاد. ورد ذكره في مراسلات تل العمارنة في زمن الإمبراطورية المصرية الحديثة في عصر رمسيس الثاني تحت اسم مدينة قادش التي جرت بقربها المعركة الشهيرة بين الجيشين الحثي والمصري. وكان لهذه المدينة أهميتها في العصر الآرامي، كما ازدهرت في العصر الروماني تحت اسم لاوديسا. يمكن الوصول إلى التل بطريق مزفتة.
وإذا اتجهنا من حمص غرباً في طريق طرطوس فإننا سنزور منطقة الحصن.
مرمريتا جبل الحلو
وفي جبل الحلو نزور مرمريتا أصل تسميتها بالسريانية مارمرتا وتعني قديسة القديسين. تقع على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الحلو على امتداد جبل السايح الواقع في شمالها الشرقي، وهي جنوب غرب بلدة الناصرة بمسافة 3كم. بيوتها القديمة حجرية ترابية ذات أقبية. وتمتاز بارتفاع نسبة المتعلمين. وحملة الشهادات العليا. تستمد مياه الشرب من بئر ارتوازية بعمق 310م وزعت مياهها ضمن شبكة على المنازل. وفيها عدة ينابيع قليلة الغزارة أهمها الفوقانية وزريق وجبارة. تربطها بمركز الناحية طريق مزفتة.
ويهم المصطافين أن يزوروا عيون الوادي وهي قرية في جبل الحلو اتخذت اسمها من وقوعها في واد محاط بمجموعة تلال ذات ينابيع كثيرة. تقع في الشمال الغربي من بلدة شين على بعد 28كم، وإلى الشمال من تلكلخ على بعد 60كم. تطور إعمارها مع زيادة حركة الاصطياف، واستفادت من أموال المهاجرين في الأمريكيتين. أبنيتها على شكل فيلات منتشرة باتجاه الطريق العام الذي يصلها بمشتى الحلو.
المشرفة قطنا
على بعد 15كم من مدينة حمص وإلى الشمال الشرقي على طريق السلمية تقع قرية المشرفة، وفيها تل أثري هام لمدينة قطنا القديمة، ولقد أظهرت التنقيبات في هذا التل معبداً للآلهة وعدداً كبيراً من سجلات المعبد. إلى جانب تمثال لابنة الفرعون امنحوتب 1929-1885ق.م وتمثال أحد الأرباب من البرونز يعود إلى منتصف الآلف الثاني ق.م. ويجلس على كرسي ذي ثلاثة أرجل، ويضع قدميه على مسند ويلبس رداء من قطعة قماش تلف جسمه لها اطراف من الخيوط وعلى رأسه قلنسوة مخططة بما يشبه القرنين وهي محفوظة في متحف دمشق يقع التل في سهل خصيب على امتداد كيلو متر ويتراوح ارتفاعه بين 15-20م. ويحيط بالتل الكبير تلال صغيرة تدل على اتساع حضارة هذا الموقع.
جاء اسم قطنة في وثائق ماري باسم قطانيم وجاء اسمها في رقم تل عطشانة ألالاخ وفي رسائل تل العمارنةفي مصر.
كان هذا التل مشغولاً قبل عام 1973 بمساكن أهالي القرية ولقد تم إزالة هذه المساكن والتعويض عنها، استعداداً للتنقيب في هذا التل الذي يعدّ من أهم مواقع الهكسوس الذين نزحوا تباعاً إلى مصر واستلموا الحكم فيها خلال قرنين، وذلك بعد أن تعرض الموقع للخراب. وكانت قطنا عقدة هامة في الطرقات التجارية.
الزويتينة
الزويتينة قرية سياحية جميلة تتوضع على السفح المطل على نبع الفوار "45 كم غرب مدينة حمص" وتقابل الغابة الأجمل في سورية والتي تسمى بغابة "حفة العبد". واسم الزويتينة من أصول آرامية كمعظم قرى وادي النضارة ومعناه الأرض التي تربى فيها دودة الحرير.. عمر الزويتينة لا يزيد عن خمسمائة عام أو أكثر بقليل، واستدلالاً على صحة الرواية بشأن اسمها، كان وادي الفوار في أغلبه مفروشاً بأشجار التوت التي تربي دودة الحرير على أوراقها.
يتجاوز عدد سكان الزويتينة خمسة آلاف نسمة نصفهم الآن في المهجر .. وفي السنوات الأخيرة الماضية عاد أكثر أبنائها المغتربين، لهذا معظم الأبنية في القرية تبنى بأموال المهاجرين، تحيط بالقرية الحدائق والغابات والينابيع، بيوتها ملاصقة لنبع الفوار الذي كان له أهمية كبرى في حياة أهلها وتجلت أهميته في الاستقاء وري الأراضي بالإضافة إلى وضعه السياحي الأخاذ.. ولمن لا يعرف نبع الفوار نذكر الآتي: الفوار نبع غزير، فيضانه غير منتظم فإذا وصلت إليه تشاهد مغارة يتدفق منها الماء بغزارة، هذه المغارة ليست سوى ممر للماء الذي تجمع في الداخل وارتفعت سويته فحاصر الهواء الداخلي، فازداد بالحصار هذا ضغط الهواء فدفع بالماء الغزير إلى الخارج.. يزور هذا النبع سنوياً آلاف السياح من داخل سورية وخارجها وله مكانة مقدسة عند أهل وادي النضارة وزائريه.